من منصفي من مفرق في عنفه

من مُنصِفي مِن مفرق في عُنفِهِ

صَدَف الكَرى عَن مُقلَتَيَّ بَصدفِهِ

بَعد اللقاءَ وَلَيسَ يَنُجز وَعدَهُ

فَكَأَنَّما إِنجازُهُ في خَلَفِهِ

يَقضي عَلَيَّ بِنَظرة وَبِمثِلِها

يَهِب الحَياة بِتيهِهِ وَبِلُطفِهِ

في وَجهِهِ كُل الجَمال بِأَسرِهِ

وَقُلوب كَل العاشِقين بِكَفِهِ

أَعضاؤُهُ نَمَت عَلى أَسرارِهِ

فَبَدَت وَحَتفي كامن في طَرفِهِ

الوَرد يَذبَل غيرة مِن خَدِهِ

وَالغُصن يَخجَل مِن تَثَني عَطفِهِ

وَأَنامل الأَوهام تَجني وَردَهُ

وَلَو اِستَطَعت مَنَعتَها مِن قَطفِهِ

وَإِذا وَصَفت بِسحر شِعري ثَغرُهُ

يَوماً سَكَرت بِشَمّ ذِكرى عُرفِهِ

وَنَثَرتُ دَمعي مِن تَذَكُر نَظمِهِ

وَجداً فَيُمسي كَالبِحار بِوَكفِهِ

فَيَغوص فِكري في دُموعي غَوصة

يَستَخرج الدُرّ الجُمان لِوَصفِهِ

وَيَظَلُّ يَتَقن نَظمُهُ في نَظمِهِ

عِقداً وَيَحكُم نَشرُهُ في لَفِهِ

وَلَو اِستَطَعت كَفَفت أَنفاس الصِبا

عَنهُ وَزدتُ فَم المُنى عَن رَشفِهِ

فَلَرُبَما أَبقى عَلى مُتَماثل

مِن فَرط غيرَتِهِ صِيانة أَلفِهِ

يا لَيتَ لي مُهجاً صِحاحاً جَمة

فَيذيبها إِذ مُهجة لَم تَكفِهِ

أَولَيت بَعد تَلاف نَفسي غاية

تَشفي الهَوى فَتلافها لَم يَشفِهِ