تذكرني من لست أنسى وداده

تذكرني مِن لَستُ أَنسى وِدادَهُ

وَمِن ذِكرِهِ لي مُؤنس وَسَميرُ

فَأَهدى كِتاباً كَالنَسيم لَطافَةً

بَرد الرَدى عَن مُهجَتي وَيَجيرُ

حَكى خطهُ الرَوض النَضير تَبَسمَت

بِهِ مُوهِناً لِلاقحوان ثُغورُ

بَدائع أَلفاظ فَرائد ضَمنها

مَعان إِلى سحر البَيان تُشيرُ

يُحرك أَشجان القُلوب بَديعُهُ

وَيُطربها حَتّى تَكاد تَطيرُ

فَصادف قَلباً مُدنِفاً مِن هُمومهُ

تَوقَد لِلأَشواق فيهِ سَعيرُ

فَزادَ عَن القَلب العَليل هُمومهُ

كَما زادَ سَرحاً عَن حِماهُ غَيورُ

لَئِن كُنتَ لي في كُل خَطب مُساعِداً

فَإِنَّكَ بِالفعل الجَميل جَديرُ

وَلا يُسعف الإِنسان إِلّا خَليلُهُ

وَأَنتَ خَليلي بَل عَلَيَّ أَميرُ

يَطير جَناح القَلب بِالشَوق نَحوَكُم

وَيقعد جسمي علة وَفتورُ

فَفي كُل وَقت لي بُكاءٌ وَلَوعَةٌ

وَفي كُل وَقت أَنة وَزَفيرُ

وَمِثلي خَليق أَن يَذوب فُؤادَهُ

إِلى مثلَكُم شَوقاً وَذاكَ يَسيرُ

بِهَذا جَرى حُكم الإِلَه وَإِنَّهُ

عَلى جَمعنا بَعدَ الفِراق قَديرُ