أمذكري زمن الصبا

أمُذكِّري زمنَ الصبا

والعيشَ في تلك الربوعِ

ومعاهداً غادرتُها

مأوى المساوي من صَنيعي

وثمينَ عُمر بِعتُه

برخيص عيشٍ كالخليع

أذكرتني أشياء كا

ن شريفُها مثل الوضيع

وبدائعاً قد خلتُها

كمحاسن الروض البديع

لا بِدعَ أنك خادعي

كالزهر في زمن الربيع

دعني وشأنَك ما أنا

لك بالمجيب وبالسميع

دعني أنوح لأشتري

عمري المضاعَ من المُضيع

هيهات يرجع ما مضى

فالموت أقربُ من رجوعي

عمرٌ أضنعت خيارَه

بين الخلاعة والولوع

ونأى الشفيع فأين مَن

يدعو فيأتيني شفيعي

أفٍّ لنفسٍ دأبها

يهوَى النزول عن الطلوع

إن تنزلي أو تطلعي

أنا لا أميل إلى الرجوع

بيني وبينكِ كالفطي

مِ السنِّ والطفلِ الرضيع

ذهب الشباب ومن يرى

رأيَ الجديد مع الخليع

وحَسِستُ في النار البِلى

قد أوقدت بين الضلوع

واستُنزفت مني القوى

واستُقطرت مني دموعي

طوبى لمن أضحى بها

متسربلاً ثوب الخشوع

وقد ارعوى من غيه ال

مشهور من قبل الشروع

فهناك يَمنَحُ أجرَه

ربُّ الجميع عن الجميع