بعدي عن العالم الغرار ألزمني

بُعدي عن العالم الغرّارِ ألزمني

بغضَ المشيَّة مع قُنْيانِه الزمني

اكفر بنفسك إن هاجرتَ مُغترباً

تجد ثواباً يزين النفس بالمِنَن

إن شئت رهبنةً تختارُها لك خُذ

إحدى ثلاث جهات القصد بالوطن

شوقَ السماوات أو بُغضَ الجريرة أو

حبَّ الإله وهذا أكبرُ المهن

فامح الخَطاء بدمعٍ هامعٍ هَمِلٍ

فانحَب ونُح ثم بُح بالسرِّ والعلن

واستقبلنَ نعيمَ اللَه مغتبطاً

واستدبرنْ أمَ دِفرٍ غيرَ ممتحن

كن مثل طفلٍ علا عن كل مُنكَرةٍ

ما كلُّ حُسنٍ يروق العين بالحَسن

إن كنتَ مختبِراً فالزهد مختبَرٌ

أو كنت ممتهناً فالسيرُ لم يَهُن

من حَبَّ ربّاً تراه نامياً أبداً

في نُسكه وبغير الحب فهو يَني

سُقياكَ يا راهباً زادت حرارتُه

ناراً وشوقاً وحرصاً غيرَ مندفن