أجد يا راهبا سعيا

أَجِدْ يا راهباً سعيا

ولا تك راهباً أعيا

يروغُ كأنه صلٌّ

يروم خسائس الأشيا

فمن خبثٍ إلى زورٍ

إلى كذبٍ بلا استِحيا

فطوراً يطلب الدنيا

وأخرى يطلب العُليا

فلا دنيا ولا أخرى

فما أشقاه في الدنيا

مماتٌ كلُّه يُروَى

حياةٌ كلها دنيا

فإن تجهل فلا تجهل

رسوم الدار والأحيا

فلن تخفى الحياةُ إذا

أرتنا الغايةَ القُصيا

فسل عما أَجَنَّته

طويَّتُنا منَ الأشيا

تجد وأبيك ما يأتي

من الحالين ما الأحيى

أَخَيْراً يرتَضي خيراً

وشرّاً يقتضي النَعيا

فلا تدري أَسَخْلاً كن

تَ في الحالين أم ظبيا

فقل لي أي شيءٍ أن

تَ في الدنيا من الدنيا

فلا ميْتٌ مع الموتى

ولا حيٌّ مع الأحيا

ولا إنسٌ به أنسٌ

ولا جنٌّ له الرُّقيا

فهل تحيا وقد تنأى

عَمَنْ قد مات كي يحيا

فمن أحيا فقد أَهْلَكْْ

ومن أهلكْ فقد أحيا

أتيتَ اللَه رهبنةً

وأنت تَغيظه سعيا

بظنك أريَهُ شَرْياً

وتحسب شريه أريا

فلم تسمع له أمراً

ولم تسمع له نهيا

فلا حمداً ولا شكراً

ولا سَقياً ولا رَعيا