أيها الخل قد صحبناك دهرا

أَيُّها الخل قَد صَحِبناكَ دَهراً

وَبلونا حلاك سِرّا وَجهرا

وَأَلفنا من طَبعِك اللطف وَالظر

ف وَطيب الاِخلاق طيا وَنَشرا

وَعَلمناك أَطهر الناس ذيلا

ثُم أَيضا لا زِلت تَزداد طَهرا

وَلَقَد طالَ ما اِختَبَرناك حلما

فَرَأَيناكَ أَحلم الناس صَدرا

لا لعجز وَخفض قَدر وَلكن

أَحلم الناس أَرفع الناس قَدرا

ما ظَنناك أَيها الخل من قب

ل عَلَينا من الحُب أَدرى

وَعَلى كل حالَة أَنتَ وَالل

ه بما عِندَنا من الحُب أَدرى

حاشَ لِلَّهِ أَن نَحول عن العَه

د وَنَأتى شَيأ من الغَدر نكرا

فَعَلام الاعراض عني وَاني

لَم أَجد عَنكَ بعدَ بعدك صَبرا

لا تَسىء بي ظنا فَما أَنا مِمَّن

بظهر الوُدّ ثُم يضمر غدرا

وَاِذا ما سَمِعت عني ذَنبا

فَاِلتَمِس لي عَن ذلكَ الذَنب عُذرا

وَعَلى فَرض أَنَّني فيك أَذنب

ت فاني لَدَيك آمل سترا

اِنَّما الحرّ من تجاوز عن هَف

وَة من كانَ في المَوَدّة حُرّا

هذِهِ خلة الاخلاء قُدما

لا رَأَتكَ العينان مِنها معرّى

اِن تَحقق رَجاي فيكَ فَأَهلا

أَنَ وَاللَهِ بِالمَكارِم أَحرى

وَاِن اِزدَدتَ في الصدود في الهَج

رِ فَوَاللَهِ لا أَحاول هَجرا

وَوَدادي الَّذي عَهدت ودادي

لَم أَحل عَنهُ قَط شَهرا وَدَهرا

لا تَغرّنك الوشاة فَفيهِم

عن قُريب سَيَحدُث اللَه أَمرا

وَاِذا ما أَضَعتَ شِعري فَاني

لي قَلب وَاللَه يَفديكَ شِعرا

وَعَلَيكَ السَلام منى فاِنّي

عِندَ كِسرى أَرجو من اللَه جَبرا