سباني بتكسير أجفانه

سَباني بتكسير أجفانه

وخامَرَني سحر إنسانهِ

وَأغرقَ لحظي بأمواهه

وَأحرق قلبي بنيرانهِ

وطالبتُه الرشفَ من ريقه

وحاولت تقبيل أسنانهِ

فَأدبرَ مبتسماً ضاحكاً

وصدَّ وأعرضَ في شأنهِ

وَأَطمعني لينَ إدلاله

وآيسني كون عصيانهِ

أغنّ رخيم هضيم الحشا

يهيج الحمامُ لألحانهِ

يجورُ لذي الحكمِ في سرّه

على عاشقيهِ وإِعلانهِ

فمبسمه لم يكن إذ نشأ

نقبّله غير قضبانهِ

أَراني الودادَ وأديانه

فصرتُ مديناً بأديانهِ

وَمازج لي في الهوى وصله

غداة العتاب بهجرانهِ

بنفسي حبيباً على بعده

شَجتني معارفُ أوطانِهِ

ترحّل في الحيّ عن أثله

وَعن برقتيه وعَن بانهِ

وَقفتُ على رسمه بعدما

عَفته حوادث أَزمانِهِ

فَفاضت دُموعي واِستوكفت

عَلى الخدّ تَجري لعرفانهِ

سقيتُ معالمهُ أدمعي

وقبّلت أخفافَ كثبانهِ

فَيا لك من مربعٍ قد عفا

وَأَقفر من بعد سكّانِهِ

وَأضحت بهِ وحش غزلانه

أوانسَ من بعدِ غزلانِهِ

سَقى سوحهُ مستهلّ الحيا

وروّاه مسبلُ هتّانِهِ

تواصل في المزنِ حنّانة ال

بوارق منه بحنّانِهِ

وَمنبسطٌ موحشٌ مقفرٌ

يطيشُ بهِ عقل ركبانهِ

قَطعتُ سباسبَهُ والدجى

يريني غربيب ألوانهِ

يا عيس إن جدَّ في سيرهِ

يباري مشفّات عقبانهِ

مجدّاً إِلى اللّوذعيّ الفتى ال

مظفّر وارث سلطانهِ

مليكٌ تظلُّ ملوك الورى

تخرُّ خضوعاً لتيجانهِ

لهُ مِن مفاخره رايةٌ

تأرّثها عَن سليمانهِ

شأى السابقين بشأوِ العلا

فعقّبهم خلفَ ميدانهِ

وشيّد مِن مجدهِ منبراً

تَعالى على نجم كيوانهِ

تحيطُ الأقاليمَ أقلامهُ

جَميعاً وتنبي بعنوانهِ

يجلّ ويَعظمُ عن قيصرٍ

وَدارا بن دارا وخاقانهِ

لهُ في السجايا ندى حاتمٍ

وَكعبٍ وصولة حسّانهِ

وَلَو جودهُ ودق هطّاله

لأتبع نوحاً بطوفانهِ

أواحد ذي العصر في مجدهِ

ومخلص توحيد رحمانهِ

لكَ المجد في الأرض أعطاكه

إلهٌ هَداكَ لإيمانهِ

وَهل نعمة اللّه من حاسدٍ

يغير فيها ونبهانهِ

فليسَ يضرّك أمر اِمرئٍ

وَإِن غرّه نزغ شيطانهِ

فَما كيدُ فرعونَ في جهلهِ

مضرٌّ لِموسى بن عمرانهِ

وَإِن كانَ في الجهل مستنصراً

بقارونه أو بهامانهِ