بوجهك أزهرت بلد ودار

بوجهك أَزهَرَت بَلد وَدار

وَأَشرَقَ مِن تبلجك النَهار

لعمري قَد براكَ اللَه نوءاً

فَفاضَت مِن أَياديك البِحار

بَنيت مَعالِماً للمَجد يَعلو

بِأَعلى رَأسِها للضَيف نار

يُطالعها وَإِن كانَت بَعيداً

وَينظرها وَإِن شَط المَزار

قُصور لَيسَ فيها مِن قُصور

وَدار للنَدى وَالجُود دار

قَواعدها عَلى كَرم غَزير

لَها سور سَحايبك الغزار

وَهمتك العَلية في حِماها

جِدار لا وَهى ذاكَ الجِدار

وَكفك بابها يَحمي حِماها

بِحَد لِلعِدى سم وَنار

سَمَوت عَلى على الأَقران حَتّى

عَلَت لَكَ في دِيار السبط دار

سَماء جامَها بيض وَصُفر

فَأَنجُمُها لجين أَو نضار

أَتَدري ما يَقول النَقش فيها

يَقول بساكِني يحمي الجوار

وَفي أَبوابِها رسم يُنادي

عَلى أَعتابِها يحمى الذمار

وَفي شُرفاتها شَرَف رَفيع

بِهِ الرُكبان في الأَمصار ساروا

وَما شَدت المَنازل لافتخار

وَلَكن الضَعيف بِها يُجار

لَكَ العليا مُؤصلة وَأَما

لِغَيرك فَهيَ شَيء مُستَعار

بِكَ افتَخَرَت بَنو الدُنيا جَميعاً

كَما اِفتَخَرَت بِفارسِها نِزار

تهنيك السَعادة كُل يَوم

بِدار وَالمَسَرة وَالفَخار

وَما علمت بِأَنك بَدر فَضل

تهنى في فَضائله الدِّيار

أرانا اللَه في التاريخ سَعداً

لِدارك أَنجُم الدُنيا تُدار