أدار علي طرفك ما أدارا

أَدارَ عَليَّ طَرفك ما أَدارا

فَأَسكَرَني وَلَم أَشرَب عقارا

وَعَلَمَني البُكا مِنكَ التَنائي

وَسَيَرَني الهَوى مَثَلاً فَسارا

وَلَولا أَنتَ ما سَلمت قَلبي

إِلى الأَشواق تَذكي فيهِ نارا

وَلا شَدَّت لِيَ الأَيّام سَرجاً

وَلا قَطَعَت بِيَ العَيس القَفارا

إِلى م أَبيت طَوعك وَالتَصابي

فَتَدنيني وَتُبعِدُني مِرارا

أَبثك بَعض ما عِندي فَتَقضي

وَتَعلَم سرَّ ما أَخفي جِهارا

وَلَستُ بِسامع شَكوى شَجي

وَلَو مَلأَ الزَمان لَكَ اِعتِذارا

قَدرت وَصلت بِالأَلحاظ حَتّى

عَلى مَن لَيسَ يَمتَلك اِقتِدارا

كانّا وَالنُجوم إِذا عَلقنا

بِحُبك نَقطَع الظُلما نَهارا

لَقَد كَتَبت يَد الرَحمَن سَطراً

بِصدغك ظَنهُ الظُلما نَهارا

لَقَد كَتَبَت يَد الرَحمَن سَطراً

بَصدغك ظَنَهُ الواشي عذارا

تَقابلك الشُموس وَلا حَياءٌ

وَكُل رَشا يُلاحظكَ اِزوِرارا

أَخا القَمَرين ما أَبصَرت غُصناً

يَقل اللَيل قَبلَك وَالنَهارا

وَلا مَولى كَأَكمَل ذي الأَيادي

يَفوق بِفَيض جَدواهُ البِحارا

فَتى لِلفَضل قَد أَضحى يَميناً

وَباقي الناس كُلَهُم يَسارا

غَمام لَو أَصابَ الصَخرَ مِنهُ

رُذاذ راحَ يُبتهُ بهارا

إِذا ما زُرتَهُ زُرت المَعالي

وَصادَفت السَكينة وَالوَقارا

لَهُ في المَجد سَبق لا يُجارى

كَريميٌّ أَعَز الناس جارا

وَأَكمَلَهُم وَأَرفَعَهُم جَناباً

وَأَفضَلَهُم وَأَزكاهُم نَجارا

كَثير البَشر لَو لاحَت لَحظي

أَشعة وَجهِهِ يَوماً أَنارا

تَوَد كَواكب الجَوزاء لَما

أُنمق بَعض ما فيهِ اِختِصارا

تَقبل راحَتي قَلَمي وَطرسي

وَتَجعَل عقدها الزاهي نثارا