ما للفؤاد يفيض بالأكدار

ما للفؤاد يفيض بالأكدار

فكأن فيه تلهبا من نار

ولمقلة عبراً تفيض دموعها

سحا كفيض الوابل المدرار

زرنا على الأحباب لما فارقوا

وترحلوا عن مرجعي وجواري

وسرت بهم تجب الركائب ترتمي

وتؤم داراً بوركت من داري

هذا الذي بعث الشجون وهاجها

وأصارني لا يستقر قراري

يا حسرتي من بعدهم يا لوعتي

يا طول حزني لانتزاح مزاري

يا كربتي يا غربتي يا وحدتي

يا وحشتي يا حيرتي بقفاري

لهفي على ظبي النقا ومحجري

وغزال نجد منتهى أوطاري

مسكية الأنفاس ذات محاسن

تنمي اللبيب حميدة الآثار

قد كان أنسى في الوجود وجودها

بشمائل مثل النسيم الساري

لف الربوع وصار فيها آنسا

لا تعتبريه خواطر الأسفار

حتى أتاه من المقدر مزعج

والكون دوار مع الأقدار

فمضى علي وجه السبيل ميمما

لمهابط الأنوار من بشار

وبقيت مضطرب الجوانح بعده

منشوش الإعلان والأسرار

يا ظبي عيديد المبارك عودة

يحيا بها دنف أخو تذكار

تجري مدامعه إذا جن الدجا

ويحن بالآصال والأبكار

أسفاً عليك وحسرة وتوجعاً

والأمر للَه العزيز الباري

يا قلب لا تجزع وكن متصبراً

متوقراً في كل خطب طاري

متنظراً متوقعاً متوجيا

مترقباً للطائف الجبار

الواحد الملك الرفيع جل جلاله

متواصل الإحسان والإبرار

رب رحيم مخلف ومعوض

ما فات بالأَضعاف والإكثار

وإذا الحوادث والخطوب تنكرت

فافزع إلى جاه النبي المختار

المصطفى هادي الأنام إلى الهدى

زين الوجود وخيرة الأخيار

المجتبي المنتقي من هاشم

بحر الندى والفضل والإيثار

ومحمد المحمود ذي الجاه الذي

وسع البرايا سيد الأبرار

خير الورى وملاذ كل مؤمل

ومدمر الطاغين والكفار

ومعدم الرسل الكرام إمامهم

وختامهم من غير ما إنكار

قد خصه الرب الكريم بقربه

ورضاه والغفران والأسرار

وبليلة المعراج لما أن رقى

أعلى الذرى في حضرة القهار

ومراتب ومناقب وفضائل

ووسائل مرفوعة المقدار

يا سيدي يا سندي يا عمدتي

يا عدتي في يسرتي وعساري

يا مفزعي عند الكروب وملجئي

عن الخطوب وخشية الإضرار

يا عصمتي يا قوتي يا نصرتي

يا منجدي يا منقذي يا جاري

يا سيد الشفعاء أدركني فقد

أصبحت في بحر الأسا متواري

وعلى من ليل الغموم دجنة

أمسيت فيها حائر الأفكار

وبقلبي الوجد الذي ما زال في

سودائه متأججاً كالنار

من فرقة الأحباب والألاف لي

مع قلة الأعوان والأنصار

قم يا رسول اللَه بي وتولني

واشفع إلى الرحمن في أوزاري

واسأله كشف مهمتي وملمتي

وقضاء حاجاتي وستر عواري

وصلاح حالتي وحسن قواقبي

وسداد خاتمتي وحسن جواري

ودوام عافية وعفو شامل

وكمال توفيق ولطف جاري

وعليك صلى اللَه يا علم الهدى

ما هبت النسمات بالأسحار

والآل والصحب الكرام وتابع

ما غنت الأطيار في الأشجار