كتبت وبي وجد يهيج تذكري

كَتَبْتُ وَبِي وَجْدٌ يَهِيجُ تَذَكُّرِي
عَلَى طِرْسِ كَافُورٍ بِحِبْرٍ كَعَنْبَرِ
وَنَمَّقْتُ أَسْطَاراً عَلى ظَهْرِ مُهْرَقٍ
كَمَا رَاقَ تَطْرِيزٌ بِثَوْبٍ مُحَبَّرِ
لِمَنْ غَاضَ صَبْرِي مِنْ نَوَاهُ وَهَزَّنِي
إِلَيْهِ اشْتِيَاقٌ كَالْقَنَا الْمُتَأَطِّرِ
خَلِيلِي وَخِدْنِي نَجْلُ عَمِّي مُحَمَّدٍ
وَزَنْدِي الذِي أَوْرَى وَغَايَةُ مَفْخَرِي
وَغَادَرَنِي يَوْمَ النَّوَى تَعِسَ النَّوَى
وَلِي زَفَرَاتٌ مِثْلُ رَنَّاتِ مِزْهَرِ
وَمُوجِبُهُ إِهْدَاءُ أَزْكَى تَحِيَّةٍ
إِلَيْكُمْ كَعَرْفِ النَّدِّ ضَاعَ بِمِجْمَرِ
تَمُرُّ عَلَى رَوْضٍ أَنِيقٍ وَتَنْثَنِي
تَهُبُّ بِأَنْفَاسٍ كَرَيَّا الْيَلَنْفُرِ
فَتُعْرِبُ عَنْ شَوْقٍ ثَوَى بِأَضَالِعِي
وَعَنْ كَبِدِي الْحَرَّى وَطَرْفِي الْمُسَهَّرِ
وَإِنِّي وَإِنْ شَطَّ الْمَزَارُ أَحِبَّتِي
صَفَاءُ وِدَادِي لَمْ يُشَبْ بِتَكَدُّرِ
أَحِنُّ وَأَصْبُو كُلَّ حِينٍ إِلَيْكُمُ
وَأُمْطِرُ دَمْعاً كَالْغَمَامِ الْكَنَهْوَرِ
أَجُودُ بِهِ كَيْمَا يُبَرِّدُ لَوْعَتِي
فَيُضْرِمُهَا مِثْلَ الْجَحِيمِ الْمُسَعَّرِ
فَأَعْجِبْ بِدَمْعٍ وَهْوَ مَاءٌ مُسَلْسَلٌ
يُؤَجِّجُ نَاراً فِي فُؤَادِي الْمُفَطَّرِ
عَسَى مَنْ قَضَى بِالْبَيْنِ يَجْمَعُ بَيْنَنَا
وَيَنْظِمُنَا فِي سِلْكِ عِزٍّ مُؤَزَّرِ
فَنَمْرَحُ فِي أَكْنَافِ عَيْشٍ مُنَعَّمٍ
وَنَسْرَحُ فِي رَوْضِ السُّرُور ِالْمُنَضَّرِ
وَدُونَكَ مِنِّي حُلَّةً عَبْقَرِيَّةً
مُعَطَّرَةَ الأَذْيَالِ حُفَّتْ بِجَوْهَرِ
تُفَاوِحُ نَشْرَ الرَّوْصِ دَبَّجَهُ الْحَيَا
وَتَنْفَحُ عَنْ مِسْكٍ ذَكِيٍّ وَعَنْبَرِ
- Advertisement -