الله أكبر هذا عصر تجديد

عصرٌ جديدٌ لهُ الأكوان باسمة

تثني على أهله الغرِّ الصناديدِ

من كل مشتهر للخير مبتكرٍ

أو كل مفتخرٍ في حسن تشييدِ

ذياك ينطق في تسبيح خالقهِ

وذاك يلهج في حمد وتوحيدِ

هذا يطير إلى العليا بخفتهِ

وذاك يخرق أجبال الجلاميدِ

ترى السفائن أعلاماً مدرعةً

أن تصدم الحصن ألقى بالمقاليدِ

ما البيض ما السمران ألقت مدافعُها

كراتِها الحمرَ من أفواهها السودِ

كنا نخاف من الأفلاك صاعقةً

أضحت من اليمّ تأنينا بتهديدِ

تجوب أخبارنا كالبرق مسرعةً

تكاد تسبق فكرا غبر مولودِ

أضحت قوافلنا والنار تحملها

تسير كالطير لا كالعيس في البيدِ

واللّه ما فعل قوات البخار سوى

ضرب من السحر لكن غير مردودِ

هي الطبيعة جل اللّه مبدعها

إلى الوجود بدت من عمق مفقودِ

كلٌ يحاول منها كشف معجزةٍ

فكل من جد يلقى كل مقصود

وكل علم إذا أبوابهُ قُفلت

من فضل أحمدَ يحظى بالمقاليدِ

هو الوفيق الذي شاعت مناقبهُ

في الشرق والغرب في فضل وتمجيدِ

شمس النجوم وكشاف الغموم ومص

باح العلوم ووافٍ بالمواعيدِ

هو الوزير الذي تعلو مراتبهُ

بالجد لا بسخاء غير محمودِ

هذا الحكيم الذي نروي لهُ حكماً

كما رووا عن سليمان بن داودِ

يسر بالعدل حتى كاد يطربهُ

وقع السيوف بأعناق المناكيدِ

فتمتطي صهوة الأهوال همتهُ

كأنما قلبه من قلب جلمودِ

قس الفصاحة لكن نطقهُ حكم

قد فاق لقمان في حزم وتوحيدِ

مولى لهُ في جديب الدهر خير يد

يعم فيضٍ نداها كل مولودِ

ترى المنابر قد عزت بوطأَتهِ

تقول هاتفةً قد نلت مقصودي

نجم المعالي لذا قد بات مرتصداً

وصدره كنز علم غير مرصودِ

مولاي هذه صفاتٌ منك ترشدني

للمدح تالله ما مدحي بتوليدِ

لكنني جئت مذ قصرت معتذراً

والعفو شيمة من يمتاز بالجودِ