يا هماما له المعالي قصور

يا هُماماً له المَعالي قُصورُ

لا تَلُمني إِن عنَّ منّي قُصورُ

حكم الدَهرُ كيف شاء بهضمي

وَشَبابي وَالعمرُ غضٌّ نَضيرُ

عُمُري لم يكن يزيدُ على اِثني

نِ وَعشرين وَالشَّبابُ غرورُ

كاثرَتني الخطوبُ والجَدُّكابٍ

وَقَليلٌ من الخطوب كَثيرُ

حَزَنٌ شامِلٌ وَشَملٌ شَتيتٌ

وَهَوىً نازِحٌ وَقَلبٌ كسيرُ

وَفؤادٌ من المسرَّة قَفرٌ

وَجنانٌ من الأَسى مَعمورُ

كَم إِلى كَم قطيعةٌ وَصدودٌ

أَقُلوبٌ نَحيا بها أَم صخورُ

هَكَذا يَفدَحُ الزَمانُ وَيَلحو

كلَّ عودٍ وهو الممرُّ الجسورُ

أَينَ منّي ذاكَ الصَديقُ المفدّى

وَالحَيا العَذبُ والحُسام الغَريرُ

حيث عودي عَلى الزَمان صَليبٌ

وَبَعيدي دانٍ ووردي نَميرُ

أَيُّها الماجدُ الكَريمُ المُعَلّى

وَالفَتى القَرمُ وَالهمامُ الكَبيرُ

هاكَها نفثةً أَباحتكَ سرّي

نفثهُ السِحر قد وَحاها الضَميرُ

واِبقَ واِسلم على مَمرِّ اللَيالي

ما حَلا مَورِدٌ وَمَرَّت شهورُ