بلد ما أقول فيها وقد

بلد ما أقول فيها وقد أط

نب فيها الإِله والمختار

بلد من شعارها الْعَجُّ والثَّجُّ

يقينا وحبذاك الشعار

بلد لم يزل بها العفو والغف

ران ينمو وتحبط الأوزار

وبها البيت والحطيم وفيها

تنجلي من إلهنا آثار

حين طفنا بها ننادي بِلَبَّيْ

كَ وسعديك أيها الغفار

وصعدنا لموقف الحج في لي

لة خير لصبحها إسفار

عَرَفَاتُ التي تعارف أروا

ح وفيها حقا تُقَالُ العثار

وازدلفنا بها نَؤُمُّ جميعاً

ثم جئنا مِنىً ونعم الديار

ونحرنا بها الضحايا سِمَاناً

وبرمي الجمار تُطفى النار

وأقمنا بها ليالِيَ أُنْسٍ

ليس فيها هَمٌّ ولا أكْدَار

ثم طفنا بها وبالسعي فزنا

وعلى المروتين كان المدار

ورجونا القبول من خالق الخ

لق تعالى ففضله مِدْرَار

ودعونا واللّه يعلم أنا

ما سَهَوْنَا فيحسن التَّذْكار

سادة قادة كراماً أجلا

ء لهم في القلوب منا قرار

بدعاء مشفع بابتهال

والتجاء قد زانه الافتقار

ورجعنا من مكة نقصد الطا

ئف نار لحرِّها إسْعار

واقتطفنا لطائف الطائف

وفي الروض تقطف الأنوار

حبذا هذه الديار فلولا

حب من لا يقر عنهم قرار

لا تخذنا بها دياراً وأهلا

وسلونا أرضاً إليها يسار

حبذا بلدة بها لذة العي

ش وكَأْسُ السرور فيها يدار

بلد أخصبت رِيَاضاً وأرضا

وتغنَّتْ في دَوْحِها الأطيار

بلد خصصت بما هو فيها

من حبور تنفي به الأكدار

بلد لم يزل بها الرَّوْحُ للرو

ح وكم قد جرت بها أنهار

بلد لم تزل بها صحة الجس

م وتغشى أرجاءها الأنوار

بضيا حَبْرِها الذي حل فيها

وتلقتْ علومَهُ الأحبارُ

ابن عم النبي أفضل عبد

ساد قوماً هم سادة أخيار

خصه المصطفى بدعوة خير

فتوالت من سره الأسرار