أخبرونا تفضلا ما الذي كان

أخبرونا تفضلا ما الذي كا

ن وماذا جرت به الأقدار

هل وَلِيتُمْ أمر العباد بعدل

وأزلتم ما قد تجاروا وجاروا

وهجمتم ما شيدوا من ضلال

وأشدتم ما شاده الأخيار

قَسَماً إن فعلتم ذا وهذا

إن أنتم في عصرنا الأبرار

وتركتم قبض المكوس وقلتم

إن أخذ المكوس عار ونار

وقبضتم أعيان ما تُخرج الأر

ض كما كان يفعل المختار

وصرفتم أعيانها في أناس

خصهُمْ في كتابه القهَّار

وأتانا بصيغة الحصر فيهم

أَفَهَلْ عندكم على ذا غُبَارُ

وسلكتم في فطره القطر هذا

فعليه قد دلت الآثار

وصنعتم في أنصباء المواشي

ما روتْهُ فيها لنا الأخيار

وجعلتم وزيركم كُلَّ بَرٍّ

وعزلتم من كلهم أوزار

ثم وليتم العدول رعايا

كم فكم قد وَلِيَهُمُ الأشرار

كل يوم يَلْقَوْنَ كل عناءٍ

وعليهم رحى الضلال تُدَارُ

تارة يأتي المثمر بالجو

ر وأخرى القباض والعشّار

وانظروا كل ما حواه سماعاً

فهو نظم في طَيِّهِ الأسرار

قد أتى فيه كل ما قبَّح العق

ل ونَصُّ الكتابِ والآثار

فلهذا أحلت نصحي عليه

عند أن أعجزتْنِيَ الأشعار

كيف يقوى على النظام فؤاد

شتَّتته الهموم والأفكار

وترامت به الديار فترمي

ه ديار وتلتقيه ديار

كم طوينا من مَهْمَهٍ وجبال

عجزت عن صعودها الأطيار

لو رأيتم كرا لفارقتم النو

م وقلتم ما مثل هذا يسار

أو سريتم في خبت نعمان قلتم

ما بهذا يُكلِّفُ الجبار

غير أنا لما نزلنا بأرض

قد تغشت أرجاءها الأنوار

ما رأينا تلك العظائم شيئاً

واغتفرنا وحق منا اغتفار

حبذا بلدة بها قد نزلنا

وإليها انتهت بنا الأسفار