وافى نظامك وهو خير نظام

وافى نظامك وهو خير نظام

أأدرته أم دار كأس مدام

سيان نظمك والمدامة إنها

لعبت بذي الأفهام والأحلام

حاشا نظامك أن يقاس بخمرة

أترى الحلال مشابهاً لحرام

يا قرة العين الذي من فقده

هجر المنام نواظري ومقامي

أأروم طيفاً منك يطرق مقلتي

أيكون لليقظان طيف منام

هذا المحال كمثل صبري عندكم

إن الجميع كطفرة النظام

أترى الفراق بعيد نومي إذ نأى

ويصير الأعراض كالأجسام

لا حبذا يوم الفراق فإنه

عندي على التحقيق يوم حمامي

لولا رسائلك التي فعلت بنا

فعل المدام ولم تكن بمدام

فسطورها شرحت صدور مسرتي

كالنور يذهب وحشة الإِظلام

كالروض بكاره الحيا فتفتحت

أزهاره عن باطن الأكمام

وكأنما القرطاس خد خريدة

بخضابه فتنت ذوي الأحلام

أو خد ظبي قد بدا في خده

لام العذار مؤكداً لغرام

فتَّشْتُ عن ألفاظه فوجدته

دُرّاً أتى في قعر بحر طام

أخبارها يشتاقها أحبارنا

إذ خبرت عن كل خبر سامي

وصفت لنا أعيان أهل تهامة

من عالم ومحقق نظام

ولقيت من أهل الديانة والتُّقى

قوماً هم الأعلام في الأعلام

مثل ابن أدهم والفضيل ونجله

وأبي يزيد ذلك البسطامي

فكأنما رد الإِله زمانهم

فرأيتهم بالعين لا بلسامي

فاستجلب الدعوات منهم جاعلاً

لأبيك منها الشطر في الاسهام

وابذل لهم نصحاً حبوتك أصله

يا فرع أحمد يا بن خير إمام

يا بن الوصي وابن فاطمة التي

هي بضعة المختار خير الأنام

صلى عليه اللّه ثم عليهما

والآل والأصحاب والأعلام