تحفة تهدى لمن يهوى عليا

تحفة تهدى لمن يهوى عليا

من رقى شأواً من المجد عليا

وتحيى كل حي صادق

قلبه معزى بمن حل العزيا

وتنادي كل ناد حافل

بلسان تنشر المسك ذكيا

لمن يكن من مسك دارين وقد

ملأ الدارين عرفاً معنويا

ضمخوا أسماعكم من نشره

وارشفوا كأساً من النظم رويا

يا إماماً سبق الخلق إلى

طاعة المختار مذ كان صبيا

باذلاً لنفس فيما يرتضي

سيد الرسل صباحاً وعشيا

فرقى في مكة أكتافه

فغدت أصنامهم منه جثيا

كاد أن يلمس أفلاك السما

ويلاقي كفه كف الثريا

وفداه ليلة همت به

فتية تابعت الشيخ الغويا

بات في مضجعه حين سرى

يا بروحي سارياً كان سريا

خاب ما راموا وهب المرتضى

ونجى المختار يطوي البيد طيا

والأمانات إلى أربابها

عنه أداها ووافاه بريا

كان سهما نافذاً حين مضى

وعلى الأعداء سيفاً مشرفيا

من ببدر فلق الهام وقد

هام في الشقوة من كان شقيا

وبأُحْدٍ حين شبت نارها

فتية كانت أولى بها صليا

وابن ودٍّ من ترى قطَّره

وهو ليث كان في الحرب حريا

وانشر الأخبار عن خيبر يا

حبذا فتح بها كان سنيا

وأبو السبطين يشكو جفنه

وبريق المصطفى عاد بريا

ثم أعطاه بها رايته

بعد أن بشر بالفتح عشيا

ذاكراً أوصاف من يحملها

فتمنى الكل لو كان عليا

فدحى الباب وأردى مُرْحِباً

بعد أن صارع فيها قَسْوَرِيَّا

ثم كان الفتح والفيْءُ بها

واصطفى المختار من تلك صفيا

وحنيناً سل بها أبطالها

كم بها أردى من الكفر كميا

وسل الناكث والقاسط وال

مارق الأخذ بالأيمان غيا

وقضايا فتكه لو رمتها

رمت ما يعجزني لو دمت حيا

وهي في شهرتها شمس الضحى

هل ترى يجهل للشمس مُحَيَّا

وكذا ما خصه اللّه به

من خصال حصرها لا يتهيا

من سواه كان صِنْوَ المصطفى

أو سواه بعده كان وصيا

وأخي قال له خير الورى

وهو أمر ظاهر ليس خفياً

وكهارون غدا في شأنه

منه إلا أنه ليس نبيا

وبعيسى صح فيه مَثَلٌ

فسعيداً عد منهم وشقيا

وغداة الطير من شاركه

فيه إذ جاء له الطير شويا

وعليه الشمس ردت فغدا

أفقها من بعد إظلام مضيا

وبخم قام فيهم خاطباً

تحت أشجار بها كان تقيا

قائلاً من كنت مولاه فقد

صار مولاه كما كنت عليا

والذي زكى بما في كفه

راكعاً أكرم به براً زكيا

ونفاقاً بغضه صح كما

حبه عنوان من كان تقيا

باب علم المصطفى إن تأته

فهنيئاً لك بالعلم مريا

فهو بحر عنه فاضت أبحر

فاغترف منه إذا كنت ذكيا

كم قضايا حار صحب المصطفى

عندها أبدى لها حكماً جليا

ولَكَمْ ظمآن وافى بحره

فغدا من بحره العذب رويا

كل علم فإليه مسند

سنداً عند ذوي العلم عليا

من سواه وضع النحو وقد

راعه لحن بمن قد حاز عيا