كل مصنوع بمن قد صنعه

كل مصنوع بمن قد صنعَهْ

ليس يدري حطه أورفعَهْ

واذكروا لي فرد مصنوع له

صانع يعرف من قد صنعه

مع أن الصانع المخلوق مع

كل مصنوع حدوث جمعه

فقديم صانع مصنوعه

حادث كيف يعاني طمعه

يرتجي يعرفه وهو له

خالق عن دركه قد ردعه

إن هذا الكون مصنوع له

يعرف الله وإن كان معه

ذلك الله الذي قد صنع ال

عبد مع أفعاله وابتدعه

والذي في علمنا مع علمنا

صنعة الله لضيق وَسِعَه

وجميع الكون من صنعته

وابتدا كلَّ فتى واخترعه

والذي تعرف منه أنه

صانع نفساً به منطبعه

والذي تعرفه خلقٌ له

ظاهر فينا كما قد أودعه

كلنا خلق جديد دائماً

مثل قول الله كن مستمعه

كل عبد إن أراه فيرى

وإذا أسمعه قد سمعه

لا تقل أنزل فينا علمه

علمه فينا بحال وضعه

وهو حق وسواه باطل

لا يساوي الحق فاترك بدعه

إننا خلق له بالروح من

أمره والأمر برق اللمعه

مثل لمح البصر الكل به

ظاهر عن أمره ما قطعه

فاعرف الله الذي أنت به

أنت في كل زمان شرعه

وتحقق أنه الغيب الذي

ما له ماهيَّةٌ مجتمعه

لا ولا كيفَ ولا أينَ ولا

شبهٌ والعقل جهلٌ صرعه

وله الذات التي ما مثلها

أحد عن قيدها ممتنعه

وله الأوصاف والأسماء من

أزل الأزال لا منقطعه

وهي عين الذات لا تركيب في

ذاته جل كنور الشمعه

هو نور وسواه ظلمة

هي منه ظلمة مخترعه

يتجلّى حيثما شاء بها

محض تقدير له قد تبعه

عبد رق ما له من أحد

غير مولاه ويشكو وجعه

فيرى النور به لا بسوى

ويصلي خمسه والجمعه