في الكون للحق أمثال بها نطقا

في الكون للحق أمثالٌ بها نطقا

مضروبة منه للعبد الذي صدقا

فقال تلك هي الأمثال نضربها

للناس يعقلها من في الكمال رقى

وأغفل الله عنها من يشاهدهم

أهل السعادة في الدنيا وأهل شقا

فمؤمن هو ناج دون معرفة

إيمانه النور كالبرق الذي برقا

وجاهل ليس يدري ما يقال له

تكذيبه رزقه ذاك الذي رزقا

كن مسلماً مؤمناً بالحق تعرفه

أو لست تعرفه واتبع لأهل تقى

وإن ترد تعرف الله الذي ظهرت

آياته فاتبع الأصحاب والرُفقا

وهم أولوا العلم علم الله سادتنا

وكن بهم مؤمناً تلحق بمن سبقا

وانظر إلى الوقت وقت الفجر ليس له

علامة غير نور يملأ الأفقا

ونوره غيره والوقت يحضر إن

أبدى له الله ذاك النور والشفقا

والوقت طلق بلا قيد يقيده

في نفسه فاعتبره واشهد الفلقا

واشهد علامته تشهده حيث بدا

والله غيب ومشهود بمن خلقا

والوقت في كل أرض حاضر فخذوا

منه اعتبار الوجود الحق منطلقا

ونزهوه وقولوا عنه خالقنا

ما إن له غيبة فاليوم يوم لقا

والله عنه جميع الكون منتشر

كالضوء يبدو عن الضوء الذي انفتقا

تبارك الله لا شيء يشابهه

فالحس والعقل في تنزيهه اتفقا

والله قد ضرب الأكوان أمثلة

بالفعل لا نحن فاترك عنك ذا السلقا

ونحن نعقلها لا نحن نضربها

فنودع الطرس ما ندريه والورقا

وإن ترد أوضح الأمثال أجمعها

فانظر إلى صفحة المرآة مستبقا

من الزجاج أو الفولاذ ليس بها

شيء وفيها يلوح الشيء متسقا

ولا ترى جرم مرآة بك استترت

وبالجميع فلا تتعب به الحدقا

كما تلوح لك الأكوان تظهر في

مرآة عين الوجود المنتمي لبقا

وليس فيه سواه دائماً أبداً

والكل فانٍ به فيه قد انسحقا

وهو القريب ولكن لست تدركه

لأنه بك مستور وأنت وِقا

بحر الوجود الحقيقيْ لا تزال به

ترى الظهور هنا الأكوان والفرقا

والكل فانٍ وهذا واحد أحد

لا غيره معه للغير قد محقا

فاسلك على أثري وانظر إلى نظري

وثق بما قلته يا فوز من وثقا

واشتم رائحتي من مسك نافجتي

فإنني لك عطر في الورى عبقا