هذه الكائنات أم هي حانه

هذه الكائنات أم هي حانَهْ

أسكرتنا كؤوسها الملآنَهْ

أم هو البرق برق نور التجلي

خاطفٌ كلَّ من رأى لمعانَهْ

يا نديمي أعد عليَّ وكرر

ذكر من غاب في ستور الصيانه

وجهه البدر لا بل الشمس حسناً

لا عدمنا طول المدى إحسانه

سره دب في القلوب فهامت

عندما شاهدت بها سريانه

ويذوب المحب فيه ويفنى

كلما لاح كاشفاً أردانه

واحد في القلوب وهو كثير

في العيون اقتضى هداه الإبانه

عرفته به السعاة إليه

بنفوس في حبِّه ولهانه

ثم أفنت به النفوس وقامت

بتجلِّي صفاته الفتّانه

لا تقل غيره فذا قول من لم

يتحققْ في غيره عرفانه

يختفي تارة ويظهر طوراً

كيفما شاء لم يزل ذاك شانه

يا وحيد الوجود نحن حيارى

فيك فارفق بعصبةٍ حيرانه

أينما أقبلوا رأوك جهاراً

والتقى من شهودهم والأمانه

أهل صدق بسر سرك قاموا

ولهم صولة به واستعانه

كلما أشرق الوجود عليهم

فيه غابوا فشاهدوا رحمانه

حفظوا العهد منه يوم ألستُمْ

واستقاموا لا يعرفون الخيانه

أمة أمَّتِ الفنا وترجَّت

معه من بقائهم غفرانه

هم تجليه وانكشاف سناه

عنده يدخلون منه جنانه

أسلموا يوم فتحِ مكَّتِهِ إذ

كسروا من نفوسهم صلبانه

ههنا سر نشأةٍ كلُّ عبدٍ

ذاق منه لم يستطع كتمانه

وهو حق به تحقق كوني

لا بسحر من السوى وكَهَانه

وهو قاض لنا ونحن شهود

عندنا الشرع لم يزل ترجمانه

وعلى حضرة النبي نزلنا

منه حتى بنا تلا قرآنه

حضرة النور وهي من حضرة النو

ر ونحن النور الذي قد أبانه

إنني ظاهر به وخفيٌّ

وفؤادي محقق هيمانه

كنت قرآنه بإجمال جمع

وبتفصيل فرقه فرقانه

ولهذا شهدت جمعاً وفرقاً

ذاته والصفات فيه ديانه