ثكلى عوان بدوار مؤلفة

ثَكلى عَوانٍ بِدُوّارٍ مُؤَلَّفَةٍ

هاجَ القَنيصُ عَلَيها بَعدَما اِقتَرَبا

ظَلَّت بِجَوٍّ رُؤافٍ وَهيَ مُجمِرَةٌ

تَعتادُ مَكراً لُعاعاً نَبتُهُ رُطَبا

عَن واضِحِ اللَوانِ كَالدينارِ مُنجَدِلٍ

لَم تَخشَ إِنساً وَلَم تَتَرُك بِهِ وَصَبا

فَاِفتَرَّتِ الجُدَّةَ البَيضاءَ وَاِجتَنَبَت

مِن رَملِ سَبّى العَذابِ الوَعثَ وَالكُثُبا

ثُمَّ اِستَهَلَّ عَلَيهِ واكِفٌ هَمِعٌ

في لَيلَةٍ نَحَرَت شَعبانَ أَو رَجَبا

حَتّى إِذا ذَرَّ قَرنُ الشَمسِ صَبَّحَهُ

أَضري اِبنَ قُرّانَ باتَ الوَحشَ وَالعَزَبا

تَعدو بِنا شَطرَ جَمعٍ وَهيَ موفِدَةٌ

قَد قارَبَ العَقدُ مِن إيفادِها الحَقَبا

حَتّى أَتَيتُ غُلامي وَهوَ مُمسِكُها

يَدعو يَساراً وَقَد جَرَّعتُهُ غَضَبا

أَنشَأتُ أسأَلُهُ ما بالُ رُفقَتِهِ

حَيَّ الحُمولَ فَإِنَّ الرَكبَ قَد ذَهَبا

مِن شَعبِ هَمدانَ أَو سَعدِ العَشيرَةِ أَو

خَولانَ أَو مَذحِجٍ هاجوا لَهُ طَرَبا

عارَضتُهُم بِسؤالٍ هَل لَكُم خَبَرُ

مَن حَجَّ مِن أَهلِ عاذٍ إِنَّ لي أَرَبا

قالوا عَيينا فَاِبدُري وَقَد زَعَموا

أَن قَد مَضى مِنهُمُ رَكبٌ فَقَد نَصَبا

إِمّا الحِبالُ وَإِمّا ذو المَجازِ وَإِمّ

ما في مِنىً سَوفَ تَلقى مِنهُمُ سَبَبا

وافَيتُ لَمّا أَتاني أَنَّها نَزَلَت

إِنَّ المَنازِلَ مِمّا يَجمَعُ العَجَبا

كَأَنَّها وَبَنو النَجّارِ رُفقَتُها

وَقَد عَلَونَ بِنا بَوباتَها الصَبَبا

في طَميَةِ الناسِ لَم يَشعُر بِنا أَحَدٌ

لَمّا اِغتَنَمنا جِبالَ اللَيلِ وَالصَخَبا

لا تُقمِرَنَّ عَلى قَمَرٍ وَلَيلَتِهِ

لا عَن رِضاكَ وَلا بِالكُرهِ مُغتَصِبا

أَدرَكتُ آلَ أَبي حَفصٍ وَأُسرَتَهُ

وَقَبلَ ذاكَ وَدَهراً بَعدَهُ كَلِبا

قَد نَرتَمي بِقَوافٍ بَينَنا دُوَلٍ

بَينَ الهَباتَينِ لا جِدّاً وَلا لَعِبا

اللَهُ يَعلَمُ ما قَولي وَقَولُهُم

إِذ يَركَبونَ جَناناً مُسهَباً وَرَبا