نحن صبحنا يوم دجلة أهلها

نَحنُ صَبَحنا يَومَ دِجلَةَ أَهلَها

سُيوفاً وَأَرماحاً وَجَمعاً عَرَمرَما

نُراوِحُ بِالبيضِ الرِقاقِ رَؤسَهُم

إِذا الرَميِ أَضرى بَينَنا فَتَضَرَّما

قَتَلناهُم ما بَينَ دِجلَةَ وَالقُرى

إِلى النَهرَوانَ حَيثُ سارَ وَيَمَّما

أَذَقناهُمُ يَومَ المَدائِنِ بَأسَنا

صُراحاً وَأَسقَينا الأَلائِمَ عَلقَما

سَبَقناهُم لَمّا تَوَلوا إِلى الرَدى

كُؤوساً مَلَأنَهُنَّ صاباً وَشَبرَما

أَبَيتُم عَلَينا السِلمَ ثُمَّ رَجِعتُم

إِلى السِلمِ لَمّا أَصبَحَ السِلمُ مُحرَما

وَيَومَ يَطيرُ القَلبُ مِن نَقَراتِهِ

رَبَطنا لَهُ جَأشاً وَهُجنا بِهِ دَما

دَعَونا إِلَيهِ مِن تَميمٍ مَعاشِراً

يُجيبونَ داعيهِم وَإِن كانَ مُجرِما

يُجَلّونَ في اليَومِ الشَديدِ قَتامَهُ

عَنِ الشَمسِ وَالآفاقِ أَغبَرَ مُظلِما

وَإِنّا لنُثني الخَيلَ حَتّى تَمَلَّنا

عَلى الثَغرِ يَغشاها الكَمِيّ المُصَمّما

سَمَونا إِلى كِسرى فَولّى مُبادِراً

بِمَعشَرِهِ إِذ أَصبَحَ الصَدعُ أَضخَما

أَلا أَيهَذا السائِلي عَن عَشيرَتي

سَتُخبرَ عَنهُم إِن سَأَلتَ لِتَعلَما