أفاطم لا أنسى نعاس ولا سرى

أَفاطِمَ لا أَنسى نُعاسٌ وَلا سُرىً

عَقابيلَ يَلقانا مِراراً غَرامُها

لِعَينَيكِ وَالثَغرُ الَّذي خِلتُ أَنَّهُ

تَحَدَّرَ مِن غَرّاءَ بيضٍ غَمامُها

وَذَكَّرَنيها أَن سَمِعتُ حَمامَةً

بَكَت فَبَكى فَوقَ الغُصونِ حَمامُها

نَؤومٌ عَنِ الفَحشاءِ لا تَنطِقُ الخَنا

قَليلٌ سِوى تَخبيلِها القَومَ ذامُها

أَفاطِمَ ما يُدريكِ ما في جَوانِحي

مِنَ الوَجدِ وَالعَينِ الكَثيرِ سِجامُها

فَلَو بِعتِني نَفسي الَّتي قَد تَرَكتِها

تَساقَطُ تَترى لَاِفتَداها سَوامُها

لَأَعطَيتُ مِنها ما اِحتَكَمتِ وَمِثلَهُ

وَلَو كانَ مِلءَ الأَرضِ يُحدى اِحتِكامُها

فَهَل لَكِ في نَفسي فَتَقتَحِمي بِها

عِقاباً تَدَلّى لِلحَياةِ اِقتِحامُها

لَقَد ضَرَبَت لَو أَنَّهُ كانَ مُبقِياً

حَياةً عَلى أَشلاءِ قَلبي سِهامُها

قَدِ اِقتَسَمَت عَيناكِ يَومَ لَقيتِنا

حُشاشَةَ نَفسٍ ما يَحِلُّ اِقتِسامُها

فَكَيفَ بِمَن عَيناهُ في مُقلَتَيهِما

شِفاءٌ لِنَفسٍ فيهِما وَسَقامُها

إِذا هي نَأَت عَنّي حَنَنتُ وَإِن دَنَت

فَأَبعَدُ مِن بيضِ الأُنوقِ كَلامُها

وَتَمنَعُ عَيني وَهيَ يَقظى شِفاءَها

وَيُبذَلُ لي عِندَ المَنامِ حَرامُها

وَكائِن مَنَعتُ القَومَ مِن نَومِ لَيلَةٍ

وَقَد مَيَّلَت أَعناقَهُم لا أَنامُها