وجاء قريع الشول قبل إفالها

وَجاءَ قَريعُ الشَولِ قَبلَ إِفالِها

يَزِفُّ وَراحَت خَلفَهُ وَهيَ زُفَّفُ

وَباشَرَ راعيها الصِلا بِلَبانِهِ

وَكَفَّيهِ حَرَّ النارِ ما يَتَحَرَّفُ

وَأَوقَدَتِ الشِعرى مَعَ اللَيلِ نارَها

وَأَمسَت مُحولاً جِلدُها يَتَوَسَّفُ

وَأَصبَحَ مَوضوعُ الصَقيعِ كَأَنَّهُ

عَلى سَرَواتِ النيبِ قُطنٌ مُنَدَّفُ

وَقاتَلَ كَلبُ الحَيِّ عَن نارِ أَهلِهِ

لِيَربِضَ فيها وَالصِلا مُتَكَنَّفُ

وَجَدتَ الثَرى فينا إِذا يَبِسَ الثَرى

وَمَن هُوَ يَرجو فَضلَهُ المُتَضَيِّفُ

تَرى جارَنا فينا يُجيرُ وَإِن جَنى

فَلا هُوَ مِمّا يُنطِفُ الجارَ يُنطَفُ

وَيَمنَعُ مَولانا وَإِن كانَ نائِياً

بِنا جارَهُ مِمّا يَخافُ وَيَأنَفُ

وَقَد عَلِمَ الجيرانُ أَنَّ قُدورَنا

ضَوامِنُ لِلأَرزاقِ وَالريحُ زَفزَفُ

نُعَجِّلُ لِلضيفانِ في المَحلِ بِالقِرى

قُدوراً بِمَعبوطٍ تُمَدُّ وَتُغرَفُ

تُفَرَّغُ في شيزى كَأَنَّ جِفانَها

حِياضُ جِبىً مِنها مِلاءٌ وَنُصَّفُ

تَرى هَولَهُنَّ المُعتَفينَ كَأَنَّهُم

عَلى صَنَمٍ في الجاهِلِيَّةِ عُكَّفُ

قُعوداً وَخَلفَ القاعِدينَ سُطورَهُم

جُنوحٌ وَأَيديهِم جُموسٌ وَنُطَّفُ

وَما حُلَّ مِن جَهلٍ حُبى حُلَمائِنا

وَلا قائِلٌ بِالعُرفِ فينا يُعَنَّفُ

وَما قامَ مِنّا قائِمٌ في نَدِيِّنا

فَيَنطِقَ إِلّا بِالَّتي هِيَ أَعرَفُ

وَإِنّي لَمِن قَومٍ بِهِم تُتَّقى العِدى

وَرَأبُ الثَأى وَالجانِبُ المُتَخَوِّفُ