أقول بأعلى نخلتين وقد مضى

أَقُولُ بِأَعلى نَخلَتَينِ وَقَد مَضى

مِنَ اللَيلِ شَطرُ اللَيلِ وَالرَكبُ هاجِعُ

لِذي لَطَفٍ مِن صُحبَتي وَهوَ دُونَهُم

أَقاتِلتي إِني إِلى اللَهِ راجِعُ

يَمانِيَةٌ مِن أَهلِ فَوزٍ تَشُوقُني

وَتَأتي بِرَيّاها الرِياحُ الزَعازِعُ

وِمِمّا يَهيجُ القَلبَ يا صاحِ نَحوَها

إِذا باكَرَ الأَيكَ الحَمامُ السَواجِعُ

كَأَنّي لِذِكراها إِذا اللَيلُ جَنَّني

أَسيرُ عَدُوٍّ أَسهرَتهُ الجَوامِعُ

يَرى المَوتَ غُنماً راحَةً وَالَّذي بِهِ

عَلَيهِ عَناءٌ فَهُوَ بِالمَوتِ طامِعُ

فَكَيفَ بِذِكراها وَبِالعَرجِ مَسكَني

وَمِن دُونِها الشُمُّ الجِبالُ الفَوارِعُ

بَلى في المطيٍّ القُودِ لِلمَرءِ في الهَوى

إِذا ضافَهُ هَمٌ شَديدٌ مَنافِعُ

وَنِعمَ دَواءُ النَأي وَالكَرب جَسرَةٌ

وَأَبيَضُ مَصقُولُ الغَرارَينِ قاطِعُ

أَجُولُ بِها عَرمَ السُرى بِتَنُوفَةٍ

بِها لِلقَطا قَد فارَقَتهُ مَواقِعُ

كَمُفتَحَصِ المَقرُورِ بِاللَيلِ شَفَّهُ

ضَرَيبٌ فَلِلِّحيَينِ مِنهُ قَعاقِعُ

فَإِنّي وَإِيعاد العِدى فِيكِ نَحوَكُم

أَنُوفَ العِدى حَتّى أَزُرَكِ جادِعُ

وَوَرّادُ حَوضٍ أَنتِ حَضرَةُ مائِهِ

وَإِن ذادَني الذُوّاد عَنهُ فَشارِعُ

أَلَم تَعلَمي أَن رُبَّ باذِلَةٍ لَنا

هَواها فَلا أَدنُو لَها فَتُصانِعُ

عَلَيَّ وَإِنّي بِالقَليلِ مِن الَّذي

لَدَيكِ وَلَو صَرَّدتِهِ لِيَ قانِعُ

مِنَ الحُورِ لَو تَبدُو لِأَشمَطَ راهِبٍ

تَعَبَّدَ مِمّا أَحرَزَتهُ الصَوامِعُ

ثَمانينَ عاماً رامَها إِن دَنَت لَهُ

وَضاقَ بِهِ مِحرابُهُ وَهوَ واسِعُ

إِذا اللَيلُ آواها إِلى السِترِ بَعدَما

تَضَمَّنَ سُمّارَ النَدِيِّ المَضاجِعُ

تَفُوحُ خُزامى طَلِّهِ مِن ثِيابِها

تُخالِطُ مِسكاً أَنبَتَتها الأَجارِعُ

يَشُبُّ مُتُونُ الجَمرِ بِالند نارَهُ

وَبِالعَنبَرِ الهِندِيِّ فَالعَرفُ ساطِعُ

كَأَنَّ عُقاراً قَهوَةً مَقدِيَّةً

أَبى بَيعَها خبٌّ مِنَ التَجرِ خادِعُ

ثَلاثَةَ أَحوالٍ يُحاوِلُ فُرصَةً

مِنَ السُوقِ لا يَدري مَتى السُوقُ نازِعُ

يُعَلُّ بِها أَنيابُها بَعدَ هَجعَةٍ

وَقَد مالَ لِلغورِ النُجُومُ الطَوالِعُ