من لنفس عن الهوى لا تناهى

مَن لِنَفسٍ عَنِ الهَوى لا تَناهى

لا تُبالي أَطاعَها أَم عَصاها

عاذِلٌ في الهَوى بِنُصحٍ وَيَخشى

أَن يَسُوقُ الرَدى إِلَيها هَواها

لَو بِهِ ما بِها مِن الوَجدِ لَم يَن

هَ مُحِبّاً وَلم يُبالِ بَلاها

خامَرَت مِن هَوى عَثيمَةَ داءً

مُستَكِنّاً لِحُبِّها أَذواها

ثُمَّ قالَت لَهُ سَأَعصيكَ فيها راغِماً

مِثلَما عَصَتني نِساها

إِنَّها حَيثُ ما تَكُونُ مِن الأَر

ضِ فَغُضَّ المَلامَ فيها مُناها

إِنَّها بِنتُ كُلِّ أَبيَضَ قَرمٍ

مَلِكٍ نالَ مِن قُصَىٍّ ذُراها

وَبَنى المَجدَ صاعِداً فَعَلتهُ

عَبدُ شَمسٍ وَهاشِمٌ أَبواها

فَهِيَ لا تُدرِكُ النِساءُ بِسَعيٍ

أَبَداً حِينَ يَفخرُونَ مَداها

لَسنَ حُوراً عَقائِلاً هُنَّ مِنها

إِنَّ في الناسِ فَاعلَمُوا أَشباها

أُمُّها البَدرُ أُمُّ أَروى فَنالَت

كُلَّ ما يُعجِزُ الأَكُفَّ يَداها

إِنَّ عُثمانَ وَالزُبَيرَ أَحَلّا

دارَها بِاليَفاعِ إِذ وَلَداها

وَنَبِيُّ الهُدى وَحَمزَةُ إِبدأ

بِهِما إِذ نَسَبتَها خالاها

نَبَتَت في نُجومِ رَبوَةِ رَملٍ

يُنشَرُ المَيتُ إِن يَشُمَّ ثَراها

مِن تُرابٍ بَينَ المَقامِ إِلى الرُك

نِ بَراها إِلالهُ حِينَ بَراها

قُصَوىٌّ مِنهُ قُصيٌّ وَلَم يَخ

لُطهُ طِينُ القُرى وَلا أَكباها

ذَبَّ عَنها قُصَيٌّ كُلَّ عَدُوٍّ

فَنَفاهُ وَجُرهُماً أَجلاها

سارَ بِالخَيلِ وَالحُمُولِ فَلَم تَع

لَم قُرَيشٌ بِذاكَ حِينَ أَتاها

في كَراديسَ كَالجِبالِ وَرَجلٍ

يُفزِعُ الأَخشَبَينِ طُولُ قَناها

فَتَمارَت بِهِ قُرَيشٌ فَلَمّا

أَن رَأَت لَم تَشُكَّ فيهِ لِواها

عَرَفَت مَكَّةُ الحَرامُ قُصَيّاً

وَقُصَيٌّ قُرَيشَ إِذ بَوّاها

أَنزلَ الناسَ بِالظَواهِرِ مِنها

وَتَبَوّا لِنَفسِهِ بَطحاها

وَابتنوا بِالشِعابِ وَالحَزنِ مِنها

وَتَفَجّا عَن بَيتِهِ سَيلاها

لَن تُمارى قُصَيُّ في المَجدِ إِلّا

أَكذَبَ اللَهُ كُلَّ مَن ماراها

وَبِحَسبِ الفَتاةِ قُرباً مِنَ المَج

دِ قُصَيٌّ إِن يَعدِلُوا مَولاها

مِنهُمُ الطَيِّبُ النَبيُّ بِهِ اللَ

هُ إِلى بابِ كُلِّ خَيرٍ هَداها

بَرَّدَ النارَ عَنهُمُ حِينَ فارَت

تَرتَجي أَكلَهُم وَأَحمى حِماها

ثُمَّ حُجّابُ بَيتِهِ بَعدُ مِنهُم

وَحِياضَ الحَجيجِ قَد وَلّاها

ثُمَّ وَلّى وَلَن يَزالوا وُلاةً

رَبُّنا اللَهُ خَلقَهُ خُلفاها