رأتني خضيب الرأس شمرت مئزري

رَأَتني خَضِيبَ الرأسِ شَمَّرتُ مِئزَري

وَقَد عَهِدتني أَسوَدَ الرَأسِ مُسبِلا

صَريعَ هَوىً ما يَبرَحُ العِشقُ قائِدي

لِغَيٍّ فَلَم أَعدِل عَنِ الغَيِّ مَعدِلا

أَطَعتُ ذَوي الأَحلام وَالرَأي وَالنُهى

حَديثاً وَقَد كُنتُ المَلُومَ المُعَذَّلا

حَطُوطاً إِلى اللَذاتِ جَرَرتُ مِقوَدي

كَإِجرارِكَ الحَبلَ الجَوادَ المُجَلَّلا

إِذا قادَهُ السُوّاسُ لا يَملِكُونَهُ

وَكانَ الَّذي يَألُونَ قَولاً لَهُ هَلا

مُعَنّىً بِذكرى كُلِّ خَودٍ تَخالُها

إِذا نَظَرَت حَوراءَ بِالفَرشِ مُغزِلا

أَسِيلَةِ مَجرى الدَمع مَهضُومَةِ الحَشا

إِذا ما مَشَت لَم تَمشِ إِلّا تَمَيُّلا

كَخُوطَةِ بانٍ بَلَّهُ صَوبُ دِيمَةٍ

إِذا حَرَّكَتهُ الرِيحُ بِالماءِ أَخضَلا

مُبتّلَةٍ نُفجِ الحَقيبَةِ بادِنٍ

تُمِيلُ عَلى اللِيَتينِ وَحفاً مُرَجَّلا

لَدى الجَمرَةِ الوُسطى فَرِيعَت وَهَلَّلَت

وَمَن رِيعَ في حَجٍ مِن الناس هَلَّلا

وَقالَت لِأُخرى عِندَها تَعرِفينَهُ

أَلَيسَ بِهِ قالَت بَلى ما تَبَدَّلا

سِوى أَنَّهُ قَد حالَتِ الشَمسُ لَونَهُ

وَفارَقَ أَشياعَ الصِبا وَتَبَذَّلا

وَلاحَ قَتِيرٌ في مَفارِقِ رَأسِهِ

إِذا غَفَلَت عَنهُ الخَواضِبُ أَنسَلا

وَكانَ الشَبابَ الغَضَّ كَالغَيمِ خَيَّلَت

سَماءٌ بِهِ إِذ هَبَّت الرِيحُ فَاِنجَلى

فَلَمَّا أَرادَت أَن تَبَيَّنَ مَن أَنا

وَتَعلَمَ ما قالَت لَها وَتَأَمَّلا

أَماطَت كِساءَ الخَزِّعَن حُرِّ وَجهِها

وَأَدنَت عَلى الخَدَّينِ بُرداً مُهَلهَلا

فَلاحَ وَمِيضُ البَرقِ في مُكفَهَّرةٍ

مِنَ المُزنِ لَمّا لاحَ فيها تَهَلَّلا

مِنَ اللاءِ لَم يَحجِجنَ يَبغِينَ حِسبَةً

وَلَكِن لِيَقتُلنَ البَرئِ المُغَفَّلا

وَتَرمي بِعَينَيها القُلُوبَ إِذا بَدَت

لَها فِقرَةٌ لَم تُخطِ مِنهُنَّ مَقتَلا

فَقالَت وَأَومَت نَحوَها قَد عَرَفتُهُ

ثَكَلتُ إِذَن بَيضاءَ أُمّي وَنَوفلا