- Advertisement -

ألا قاتل الله الهوى كيف أخلقا

أَلا قاتَلَ اللَهُ الهَوى كَيفَ أَخلَقا

وَلَم تَلقَهُ إِلّا مَشُوباً مُمَذَّقا

وَما مِن حَبيبٍ يَستَزيدُ حَبيبَهُ

يُعاتِبُهُ في الوُدَّ إِلّا تَفَرَّقا

أَمَرَّ وِصالُ الغانِياتِ فَأَصبَحَت

فَظاعَتُهايَشجى بِها مِن تَمَطَّقا

تَعَلَّقَ هَذا القَلبُ لِلحِينِ مَعلقاً

غَزالاً تَحَلّى عِقدَ دُرٍّ وَيارَقا

مِنَ الأَدم يعطُو بِالعَشِيِّ وَبِالضُحى

مِنَ الضالِ غُصناً ناعِمَ النَبتِ مُرِقا

أَلُوفاً لِأضلالِ الكِناسِ وَلِلثَرى

إِذا ما ضِياءُ الشَمسِ في الصَيفِ أَشرَقا

شَجِي الحِجلِ يَغتالُ العَجيزَةَ مُرطُهُ

وَإِمّا وَشاحاهُ عَلَيهِ فَأَملَقا

ضَعِيفاً قَعِيعَ الصَوتِ لَذّاً دَلالُهُ

غَضِيضَ سَوامِ الطَرفِ في المَشِي أَخرَقا

إِذا بَلَّ الزَعفَرانِ لُبانَهُ

مَعَ المِسكِ يَزدادانِ طيباً وَيَعبَقا

تَخالُ خِمارَ الخَزِّ مِن فَوقِ جِيدِهِ

عَلى فَرعِ خوطٍ مِن أَباءٍ مُعَلَّقا

يَشُبُّ سَوادُ الفَرعِ مِنهُ بَياضَهُ

شُبُوبَ سَخابِ المِسكِ حَلياً مُبَرَّقا

دَعَتني إِلَيهِ العَينُ بِالخَيفِ مِن منى

فَهاجَت لَهُ قَلباً عَلُوقاً مُشَوَّقا

تُصَرِّفُهُ فِيما اِشتَهَت فَيُطِيعُها

كَما صَرَّفَ الراعي المُعِيدَ المُسَوَّقا

إِذا قُلتُ مَهلاً لِلفُؤادِ عَن الَّتي

دَعَتكَ إِلَيها العَينُ أَغضى وَأَطرَقا

فَوَاللَهِ ما إِن أَفتَحُ الدَهرَ بابَهُ

مِنَ القَولِ إِلّا رَدَّني ثُمَّ أَغلَقا

وَقالَ وَقالَت تَستَغِشّانِ ناصِحاً

قَديماً لعَمري كانَ مِن ذاكَ أَشفَقا

دَعاناً فَلَم نَسبِقُ مُحِبّاً بِما تَرى

فَما مِنكَ هَذا العَذلُ إِلّا تَخَرُّقا

فَقَد سَنَّ هَذا الحُبَّ مَن كانَ قَبلَنا

وَقادَ الصِبا المَرءَ الكَريم فَأَعنَقا

- Advertisement -

- Advertisement -

اترك تعليقا