ألا هل فؤادي عن صبا اليوم صافح

ألا هلْ فؤادي عن صِبا اليومِ صافحُ

وهلْ ما وأتْ ليلى بهِ لكَ ناجحُ

وهلْ في غدٍ إنْ كانَ في اليومِ عِلّةٌ

سَراحٌ لما تلوي النفوسُ الشحائحُ

سَقتني بشُربِ المُستضافِ فصرّدتْ

كما صرّد اللّوحَ النّطافُ الضحاضحُ

ولو أنَّ ليلى الأخيليةَ سَلّمت

عليَّ ودوني جَنْدلٌ وصفائحُ

لسلمتُ تسليمَ البشاشةِ أوزقا

إليها صدىً من جانبِ القَبر صائحُ

ولو أنَّ ليلى في السماء لأصعدتُ

بطَرفي إلى ليلى العيونُ الكواشحُ

ولو ارسلتْ وحياً إليّ عرفتُهُ

معَ الرّيحِ في مَوارِها المتناوحِ

إذا النّاسُ قالوا كيفَ أنتَ وقد بدا

ضميرُ الذي بي قلتُ للناس صالحٌ

وأُغَبطُ من ليلى بما لا أنالُهُ

ألا كلُّ ما قرتْ به العينُ صالحُ

فهلْ تبكينْ ليلى لئنِ متُّ قبلَها

وقامَ على قبري النساءُ الصّوائحُ

كما لو أصابَ الموتُ ليلى بكيتُها

وجادَ لها جارٍ من الدمعِ سافحُ

وفتيانِ صدقِ قد وصلتُ جَناحهم

على ظهرِ مُغبرَ المفاوزِ نازِحُ

بمائرةِ الضبعَينِ معقودةِ النّسا

جنوف هواها السَّبسبُ المتطاوحُ

وما ذُكرهُ ليلى على نأيِ دارِها

بنجرانَ إلا التُرَّهاتُ الصحاصحُ