ألا بكرت مي بغير سفاهة

ألا بَكَرَت مَيِّ بغيرِ سَفاهَةٍ

تعاتِبُ والمودودُ يَنفَعُه العَزرُ

فَقُلتُ لها إنّي بحلمِكِ واثِقٌ

وغنَّ سوى ما تأمرينَ هُوَ الآمرُ

وتَرعِيَّةٍ لم يَدرِ ما الخمرُ قبلَنا

سقيناهُ حتى صارَ قيداً له السُّكرُ

فثمَّ كفيناهُ البَدادَ ولم نكُن

لننكدَهُ عما يَضِنُّ به الصَّدرُ

وَظلَّ الى أن باتَ عندي بنعمةٍ

الى أن غدا لا لومَ أهلي ولا خَمرُ

غطاريفُ يَدعون الكريمَ أخاهم

وإن لم يكن فيهم له مِنهُمُ صَهرُ

وتغلِبُ حَيَّ وَرَّثَ المجدَ وائلاً

مَراسِلُها حُشدٌ مرافِدُها غُزرُ

دَعوا النَمرَ لا تثنوا عليهم خِنايَةً

فقد أحسنت فيما خلا بينَنا النَمرُ

وكنا كما كانوان إذا نَزَلت بهم

من المُعضلاتِ لا عَوانٌ ولا بِكرُ

وكنا إذا نابَت من الدَّهرِ نوبةٌ

كفتها الهوادي من بني جُشَمَ الزهرُ

ألم تَرَ همّاماً فتى تغلِب الذي

تعاورُه الأيامُ واضطَرَّهُ الدَّهرُ

بنى بَينَ حَيَّي وائِلٍ بصنيعةٍ

فلا تغلِبٌ لامَت أخاها ولا بَكرُ

لَعَمرُ أبي أمِّ الأراقم إنها

لَغرّاءُ مذكارٌ تجنُّبُها النَّززُ

ولو ثَوَّبَ الدّاعي بشَيبانَ زَعزَعَت

رماحٌ وجَاشَت من جوانِبِها القِدرُ

لَجِيميةٌ خرساءُ أو ثعلبيَّةٌ

يُحشنَ حُمَيَّاها المساعِرةُ الزَهرُ

هُمُ يَومَ ذي قارٍ اناخوا وجالَدوا

كتائبَ كسرى بعد ما وَقَد الجَمرُ

وظلت بناتُ الحُصنِ بالمِسكِ تطّلي

اليهم وقد طابَت بأيدِيهِمُ الخَمرُ