أنار بدا من كوة السجن ضوؤها

أَنارٌ بَدا مِن كوّةِ السِّجنِ ضَوؤُها

عَشِيَّةَ حَلَّ الحَيُّ بِالجَرَع العُفْرِ

عَشِيَّة حَلّ الحَيُّ أَرضاً خَصِيبَةً

يَطيبُ بِها مَسُّ الجَنائِبِ وَالقَطْرِ

فَيا والِيَيْ سِجنِ اليَمامَةِ أَطلِقا

أَسيرَكُما يَنظُرْ إِلى البَرْقِ ما يَفْرِي

فَإِن تَفعَلا أَحمدْكُما وَلَقَدْ أَرى

بِأَنَّكُما لا يَنْبَغي لَكُما شُكْري

وَلَو فارَقتْ رِجلي القُيودَ وَجدتُني

رَفيقاً بِنَصِّ العيسِ في البَلَدِ القَفْرِ

جَديراً إِذا أُمسي بِأَرضٍ مَضَلَّةٍ

بِتَقويمِها حَتّى يُرى وَضحُ الفَجْرِ

وَأَنتَ رَهينٌ بِالحِجازِ مُحالفُ

بِجَونٍ سَرى دَهمُ المَطِيِّ وَما يَسْري

عَلى عفُرٍ مِن عَن تَناهٍ وَإِنَّما

نُداني الهَوى مِن عَنْ تَناءٍ وَعَن عُفْرِ