فما لكما من حاديين رميتما

فما لكما من حادِيَيْنِ رُمِيتُما

بِحُمّى وطاعونٍ أَلا تَقِفانِ

فما لكما من حادِيَيْنِ كُسِيتُما

سرابيلَ مُغْلاةً من القَطِرانِ

فَوَيْلي على عفراءَ وَيْلٌ كأَنَّهُ

على النَّحْرِ والأحشاء حَدُّ سِنانِ

أَلا حَبَّذا مِنْ حُبِّ عفراءَ مُلْتقى

نَعَمْ وألا لا حيث يَلْتَقِيانِ

أَحَقّاً عِبادَ اللهِ أَنْ لستُ زائراً

عُفَيْراءَ إلاّ والوليدُ يَراني

كَأَنّي وإِيّاهُ على ظَهْرِ موعِدٍ

فقد كِدْتُ أَقْلي شَأْنَه وقَلاني

لَوَ أَنَّ أَشَدَّ النّاسِ وَجْداً ومِثْلَهُ

مِنَ الجِنِّ بعد الإِنْس يَلْتَقِيانِ

فَيَشْتَكِيانِ الوجْدَ ثُمَّتَ أَشْتكي

لأَضْعَفَ وَجْدي فوقَ ما يَجِدانِ

وما تَرَكَتْ عفراءُ مِنْ دَنَفٍ دوىً

بِدَوْمَةَ مَطْوِيٌّ له كَفَنانِ

فقد تَرَكَتْني ما أَعي لمحدِّثٍ

حديثاً وإِنْ ناجَيْتُهُ ونَجاني

وقد تَرَكَتْ عفراءُ قلبي كَأَنَّهُ

جَناحُ غُرابٍ دائمُ الخَفَقانِ