لقد أصخت إلى نجواك من قمر

لَقَد أَصَختُ إِلى نَجواكَ مِن قَمَرٍ

وَبِتُّ أُدلِجُ بَينَ الوَعيِ وَالنَظَرِ

لا أَجتَلي مُلَحاً حَتّى أَعي مُلَحاً

عَدلاً مِنَ الحُكمِ بَينَ السَمعِ وَالبَصَرِ

وَقَد مَلَأتُ سَوادَ العَينِ مِن وَضَحٍ

فَقَرَّطِ السَمعَ قِرطَ الأُنسِ مِن سَمَرِ

فَلَو جَمَعتَ إِلى حُسنٍ مُحاوَرَةً

حُزتَ الجَمالَينِ مِن خُبرٍ وَمِن خَبَرِ

وَإِن صَمَمتَ فَفي مَرآكَ لي عِظَةٌ

قَد أَفصَحَت لِيَ عَنها أَلسُنُ العِبَرِ

تَمُرُّ مِن ناقِصٍ حَوراً وَمُكتَمِلٍ

كَوراً وَمِن مُرتَقٍ طَوراً وَمُنحَدِرِ

وَالناسُ مِن مُعرِضٍ يَلهو وَمُلتَفِتٍ

يَرعى وَمِن ذاهِلٍ يَنسى وَمُدَّكِرِ

يَلهو بِساحاتِ أَقوامٍ تُحَدِّثُنا

وَقَد قَضوا فَمَضَوا إِنّا عَلى الأَثَرِ

فَإِن بَكَيتُ وَقَد يَبكي الخَليلُ فَعَن

شَجوٍ يُفَجِّرُ عَينَ الماءِ في الحَجَرِ