وليل تعاطينا المدام وبيننا

وَلَيلٍ تَعاطَينا المُدامَ وَبَينَنا

حَديثٌ كَما هَبَّ النَسيمُ عَلى الوَردِ

نُعاوِدُهُ وَالكاسُ يَعبَقُ نَفحَةً

وَأَطيَبُ مِنهُ مانُعيدُ وَما نُبدي

وَنقلي أَقاحُ الثَغرِ أَو سَوسَنَ الطُلى

وَنَرجِسَةُ الأَجفانِ أَو وَردَةُ الخَدِّ

إِلى أَن سَرَت في جِسمِهِ الكاسُ وَالكَرى

وَمالا بِعَطفَيهِ فَمالَ عَلى عَضُدي

فَأَقبَلتُ أَستَهدي لِما بَينَ أَضلُعي

مِنَ الحَرِّ مابَينَ الضُلوعِ مِنَ البَردِ

وَعايَنتُهُ قَد سُلَّ مِن وَشيِ بُردِهِ

فَعايَنتُ مِنهُ السَيفَ سُلَّ مِنَ الغِمدِ

لَيانُ مَجَسٍّ وَاِستِقامَةُ قامَةٍ

وَهَزَّةُ أَعطافٍ وَرَونَقُ إِفرِندِ

أُغازِلُ مِنهُ الغُصنَ في مَغرَسِ النَقا

وَأَلثُمُ وَجهَ الشَمسِ في مَطلَعِ السَعدِ

فَإِن لَم يَكُنها أَو تَكُنهُ فَإِنَّهُ

أَخوها كَما قُدَّ الشِراكُ مِن الجِلدِ

تُسافِرُ كِلتا راحَتَيَّ بِجِسمِهِ

فَطَوراً إِلى خَصرٍ وَطَوراً إِلى نَهدِ

فَتَهبِطُ مِن كَشحَيهِ كَفَّي تَهامَةً

وَتَصعَدُ مِن نَهدَيهِ أُخرى إِلى نَجدِ