تولى سقي دارهم الولي

تولى سقيَ دارهمُ الوليُّ

فقد مجّ النّدى ذاك النّديُّ

ولاعبتِ الصَّبا أعطافَ دوحٍ

أدارتْهُ زجاجتُه العشيُّ

وغنّت في الأراكةِ ذاتُ شجوٍ

يتيهُ على الخليِّ به الشّجي

ورُبّ خمائلٍ للزهرِ فيه

كأنّ النّهرَ فيه مَشرفيُّ

هو الكنُف الوطيّ كما عهِدْنا

فأجدرُ أن تُناخَ به المطيُ

وكيف يموت شجوٌ أو شجونٌ

وذاك الحيُّ بالأهواءِ حيُّ

ليَمْضي الأرّجيُّ فلا رحيلٌ

وقد ضحِكَ الثّرى وبكى الحبيُّ

وفاتنةٍ لها طرفٌ مُطيعٌ

ولكن خلفَه قلبٌ أبيُّ

رنتْ فرمتْ بسهمٍ من فُتورٍ

يُليحُ له شواكلَهُ الرميُّ

أتلكَ لواحظٌ هي أم نِبالٌ

وتلك حواجبٌ هي أم قِسيُّ

تجلّتْ بالمحاسنِ وهي عُطْلٌ

وكم من عاطلٍ ولها حُليُّ

كخَوْطِ البانِ يُجْنى من ذُراهُ

على من يَجتَني وردٌ جنيُّ

فثغرٌ أقحوانيٌّ وخدّ

شقيقيٌّ وطرفٌ نرجسيُّ

ودونَ منالِها تلَفٌ لديه

تلفُّ على الحسامِ السّمهَريُّ

ولو شاءَتْ لأغناها كمينٌ

يثورُ فيَبْلُلُ البطلُ الكميُّ

أعدلاً أنّ قربَك ليس يُجْدي

لأنّ وراءَهُ أملٌ قصيُّ

ولي سُقْمٌ عليكَ ومنك بُرْءٌ

وبي ظمأٌ إليك وفيك رِيُّ

أسأت إليّ والأيام جِدٌّ

فأحسن لي أبو حسنٍ عليُّ

فقابلَني له خُلُقٌ رضيُّ

يصدّق بشْرَهُ خَلقٌ وضيُّ

وعارضني له عِرضٌ نقيُّ

يخبّرُ أنهُ بَرُّ تقيُّ

وأتانيَ من الإحسانِ مالاً

يكادُ ومثلُه يأتي الأتيُّ

وطوّل جودَه فأردتُ وصفاً

لغايتِه فقصّرَ بي الرّويّ

سحائبُهُ ثِقالٌ مسرعاتٌ

وسيرُ السُحبِ مثقلةً بطيُّ

بمرعاها الشِّفاءُ وثمّ مرعىً

وبيلٌ مع نضارتِه وبيُّ

أقولُ لسائلي عنه كأنْ لم

يصافحْ سمعَهُ الخبرُ الجليُّ

مَريعُ جوانبٍ ومُريعُ بأسٍ

ذُكائيٌّ محيّاهُ ذكيُّ

زففتُ إليه أبكارَ القوافي

لعلمي أنّه البَعلُ الكَفيُّ

وما ولّيتُه إلا ثناءً

هديّتُه لمن يُهْدى هديُّ

فيا صِهْرَ النبيّ اسماً ورسماً

شرُفتَ به وشرّفَكَ النبيُ

وحسبُك يا عليُّ من امتداحٍ

مقالةُ عائدٍ بك يا عليُّ

وقلّد نحرَ عيدَ النحرِ عيداً

من الأفضالِ أنت به حريُّ

فمثلُك زَنْدُ همّتِهِ طويلٌ

هُناك وزند عزمَتِه وريُّ

ولا سيّما ونحوَكَ كلّ عينٍ

يسارقُ لحظَها نظرُ خفيُّ

وفي لحظِ اليتيمِ سطورُ ضغْنٍ

تدرّبَ في قراءتها الوصيُّ

إذا الوادي جرى صبَباً وقرّتْ

به عيني فلا سالَ القُريُّ

ورُبّ عدوِّ يومٍ ليس يُرضي

على حالٍ يسيرُ به عشيُّ