أيا سفح المقطم كم سفحنا

أيا سفح المقطم كم سفحنا

على مجراك من دمع هتون

وقفت على مجر حصاك أجري

على خدي جمر غضا الجفون

هوت فيك الشوامخ من حصوني

ذوت فيك البواذخ من غصوني

وكم لي في القرافة من حبيب

قريب وهو رهن نوى شطون

أو سده اليمين وكنت أرجو

وآمل أو يوسدني يميني

دفين زادني في الوجد أني

شكرت له على الصبر الدفين

سمحت به على رغم وكنا

إذا فارقته فارقت ديني

فيا ولدي ويا كبدي تيقن

بأن أباك مغلوب اليقين

أسلي النفس عنك وكيف أسلو

وبي ظمأ إلى العذب المعين

لئن أبلت لك الدنيا جبيناً

فثكلي فيك قد أبلى جبيني

كأنك يا محمد لم تدافع

صدور نوائب الأيام دوني

ولم تلق الخطوب وقد عرتني

فيطردها زئيرك عن عريني

ولا وثقت ظنوني أن سري

لديك وديعة الثقة الأمين

رزقتك بعد إدراكي بعام

فلم تبعد سنينك عن سنيني

فكنت إذا العيون رنت إلينا

أخي في كل عين أو قريني

وكنت أرى الحنانة ضعف عزم

فآنسني فراقك بالحنين

فلا فقدت ضلوعي فيك وجداً

عوازبه تثور من الكمين

ولا عدمت بك الأنفاس ناراً

تذيل ودائع الدمع المصون