يا أهل بغداد سقى عهدي بكم

يا أهلَ بغدادٍ سقَى عَهْدِي بكم

غيْثٌ يَبيتُ لكم كَدْمعِي ساكِبا

لولا خُطوبُ الدّهرِ كنتُ لعَودةٍ

منّي إليكم قبلَ مَوْتِي خاطبا

شَوْقي إليكم غالبٌ لو لم تَكُنْ

غِيَرُ اللّيالي الغالباتِ الغالبا

بيني وبينكمُ وغىً مَشْبوبةٌ

أضحَتْ تَلُفُّ أعاجما وأعاربا

وصفائحاً بيضَ المُتونِ صَوارماً

وسَوابحاً قُبَّ البُطونِ شَوازبا

ولفُرقةٍ الألافِ والشَمْلِ الّذي

ما زِلْتُ للتّشْتيتِ منهُ مُراقبا

كان النّوى تَكْفِي فكيف بها إذا

جمَع الزّمانُ لنا نوىً ونوائبا

فلذاكَ لا أَجِدُ السّبيلَ مُطالِعاً

لكُم ولا أجِدُ الرَّسولَ مُكاتِبا

وكذاك ما يَنفكُّ قَلْبي شاهداً

لكُم وما يَنفكُّ شَخْصي غائبا