أبكيت إذ ظعن الفريق فراقضها

أَبكيتَ إذ ظَعَنَ الفَريقُ فراقضها

إِنِّي امْرُؤ لَعِب الزَّمانُ بهِمّتي

وسُقِيتُ مِن كأس الخُطوبِ دهاقَهَا

وكَبَوْتُ طِرْفاً في العُلا فاستَضْحَكَتْ

حُمُرُ الأَنامِ فما تَرِيمُ نِهاقَهَا

وإِذا ارْتَمَتْ نَحْوِي المُنى لأَنالَها

وَقفَ الزَّمانُ لها هُناكَ فَعاقَهَا

وإِذا أَبُو يَحْيَى تَأَخَّرَ سَعْيُهُ

فمَتى أُؤَمِّلُ في الزَّمانِ لَحاقَهَا

المُلْبِسِي ذَهَبِيّةً مِن فَضْلِهِ

شَنَتِ العُيُونَ فلم تُطِق رقْراقَها

والمانِعي مِن صَرْفِ دهْرِي بعدما

قَلَبتْ إِليّ الحادِثاتُ حِداقَهَا

حَتَّامَ لا تزوي جِيادُكَ للوَغى

وتَشِيم مِن بِيضِ السُّيُوفِ رقاقَهَا

وتَسُدُّ طُرْقَ الأَرْضِ منكَ بجَحْفَلٍ

يذَرُ المُلُوكَ مُديمةً إِطرْاقَهَا

بَحْر إِذا خَفَقَتْ عُقابُ لِوائِهِ

بتُخُومِ أَرْضٍ لم تَخَفْ إِخْفاقَهَا

اللَّه في أَرْضٍ غُذِيتُ هَواءَها

وعِصابةٍ لم تَتَّهِمْ إِشْفاقَهَا

نَكَزَتْهُمُ أَفْعَى الخُطُوبِ وعُوجلُوا

بمُثَمَّلٍ منها فكُنْ دِرْياقَهَا

وافْتَحْ مَغالِقَها بعَزْمةِ فَيْصَلٍ

لَوْ حاوَلَتْ سَوْقَ الثُّرَيَّا ساقَهَا

بَطَلٌ إِذا خَطَبَ النُّفُوسَ إِلى الوَغى

جَعَلَ الظُّبا تَحْتَ العَجاجِ صِداقَهَا

لَوْ عارَضَتْ هُوجَ الرِّياحِ بَنانُهُ

يَوْماً لسدَّ ببَعْضِها آفاقَهَا

ولَو انَّها منه إِذا ما اسْتَلَّها

تَتَعَرَّضُ الجَوْزاء حَلَّ نِطاقَهَا

وإِذا المُلُوكُ جَرَتْ جياداً في الوَغى

والجُود قَطَّعَ جَفْوةً أَعْناقَهَا

ولَو انَّ أَفْواهَ الضَّراغِمِ مَنْهَلٌ

لِلْوِرْدِ أَوْردَ خَيْلَهُ أَشداقَهَا