أحبابنا هل لنا بعد النوى طمع

أحْبابَنا هلْ لَنا بعْدَ النّوى طمَعُ

في القُرْبِ أو هلْ زمانُ الأُنْسِ يرْتَجِعُ

إذا تذكّرتُ ما بَيْني وبيْنَكُمُ

يكادُ قلبيَ من ذِكْراهُ ينْصَدِعُ

ولّتْ صباحاً رِكابُ القومِ مُسرِعةً

والدّمْعُ ينزِلُ والأنْفاسُ ترتَفِعُ

ما أمّلوا للحِمى رُجْعَى فلَيْتَهُمُ

لو أنّهُم لجميلِ الصبْرِ قد رجَعوا

ما لِي وللصّبرِ أسْتَجْدي عوارِفَهُ

لكنّهُ سنَنٌ في الحُبّ مُتَّبَعُ

كُنّا كما شاءَتِ الآمالُ في دَعَةٍ

والوصْلُ متّصِلٌ والشّمْلُ مُجْتَمِعُ

ففرّقَ الدّهْرُ ظُلْماً بينَنا وغَدا

ما كان طوْعَ يدَيْنا وهْوَ مُمْتَنِعُ

ما كان ظنّيَ أنّ القُرْبَ يُعقِبُهُ

بعْدٌ ولا أنّ طولَ الوصْلِ ينقَطِعُ

ما كُنْتُ أحسِبُ أنّ الوجْدَ يُذهِلُني

كمْ عاشِقٍ غرّهُ من قَبْليَ الطّمَعُ

يا مَنْ تملّكَني حُبّاً أيَجْملُ بي

صبْرٌ وعيني على مرْآكَ لا تقَعُ

تَضيقُ في عينيَ الدُنْيا إذا أنا لا

أراكَ فيها ورحْبُ الأرضِ مُتَّسعُ

مَن لي بطَيْفِ خَيالٍ منْكَ يَطْرُقُني

إنّي بأيْسَرِ حظٍّ منْهُ أقْتَنِعُ

راموا سُلُوّيَ عن ربْعٍ حَلَلْتَ بِه

هيْهاتَ ما دونَه في العيْشِ مُنتفَعُ

مَن باتَ يَلْقى الذي ألقاهُ منْ ألَمٍ

فليْسَ يعلَمُ ما ياتي وما يدَعُ