هن الظباء الكوانس

هُنَّ الظِباءُ الكَوانس

أَثّرنَ في القَلبِ هاجِس

قَد أَضرَمَت في حَشاهُ

ناراً حَكَت نارَ فارس

وَجَرَّدت مِن جُفونٍ

سَيفاً يَقُدُّ القَوانِس

وَطاعَنَت بِرِماحٍ

مِثلِ الغُصونِ المَوائِس

وَناضَلَت بِسهامٍ

مِن العُيونِ النَواعِس

قامَت عَلى الساقِ حَربٌ

كَأَنَّها حَربُ داحِس

لَكَنّ فيها سِلاحاً

تخاف مِنها الفَوارِس

سَيفٌ وَرُمحٌ وَسَهمٌ

من ذا لَهُنَّ يُمارِس

بَينَا أَنا ذو اِحتِرازٍ

مِن عَضَّةِ الحَربِ حارِس

إِذا فُؤادي صَريعٌ

ما بَينَ مَيتٍ وَهامِس

رُمِي بِسَهمٍ مُصيبٍ

مِن ناغِشِ الطَرفِ ناعِس

مُكَمَّلِ الخَلقِ حُسناً

فَكُلُّ عُضوٍ مُجانِس

إِذا تَبدّى فَبَدرٌ

يَجلو سَناهُ الحَنادِس

وَإِن تَثَنّى فَغُصنٌ

مِن ناعمِ البانِ مائِس

كَأَنَّما وَجنَتاهُ

الوَردُ مِن غَيرِ غارِس

يَحميهِ صِلُّ عِذارٍ

مِن رائدِ القَطفِ لامِس

كَأَنَّما الثَغرُ مِنهُ

الدرُّ مِن غَيرِ غاطِس

يَجري بِهِ ريقُ شَهدٍ

مِن غَيرِ نَحلٍ يُلامِس

كَأَنَّ رَيّاهُ مِسكٌ

يفعَمُ أَنفَ المجالِس

منعّمٌ ذو رَقيبٍ

صَعبُ المقادَةِ عابِس

محجَّبٌ لَيسَ يَبدُو

مِن وَصلِهِ الصَّبُ آيِس