سهاد أخي البلوى حقيق به السهو

سهادُ أخي البلوى حقيقٌ به السَّهْوُ

ولم يُلْهه عن هَجْر أحبابه لهوُ

وباتَ ولمّا يطعَمِ الغُمْضَ طرفُه

يكابد أحزاناً وقد هجعَ الخلْوُ

وأنّى يُرَى ذو اللُّب مالكَ صبوةٍ

إذا لم ينلْهُ مِنْ أحبته العفوُ

أسالبتي حُسنَ العَزاءِ بصدِّها

أما آن لي من طولِ ذي السَّقَمِ البروُ

فإن كان حقّاً ما زعمتِ اجترمتُه

فلا قلَّ من أوجاعه بدني النِّضوُ

ولا استمتعتْ عيناي منك بنظرةٍ

ولا محَّ من قلبي لهجرِكُمُ شَجْوُ

وكيف أُمنّي النفسَ عنكِ تسليّاً

وما ليَ إلا أنتُمُ في الهوى كفْوُ

حُرمتُ إذن منك الوصال ونعمة

ولا عادَ لي عيشٌ بقربكُمُ حُلْوُ

وفَارقني زيرٌ ومثنىً ومَثْلثٌ

وبَمٌّ وسرَّى عنيَ السَّكَرَ الصحْوُ