الدهر إيحاش وإيناس

الدهرُ إيحاشٌ وإيناس

والناسُ ما لم تَبْلُهُمْ ناسُ

وكلُّ ما في القلبِ مُسْتَأنَفٌ

لا طَمَعٍ فيه ولا ياس

وليس حظُّ المرءِ منْ عُمْرِهِ

إلا خُطىً تُحْصَى وأنفاس

جرى الفتى والشيخ في حلبة

الموتى وولَّى الوردُ والآس

أصبحْ على رَحْلٍ فلا بدَّ أن

تُشَدَّ أقْتَابٌ وأحلاس

وَجُدْ على قدرٍ فإن الغنى

سُكْرٌ وإنَّ الجاهَ وسواس

ولي صديقٌ من بني أغْلَبٍ

يَدٌ تُوَاسِي ويدٌ تَاسُو

فتى أقامَ المجدَ معروفُهُ

كما أقام الجسدَ الراس

إيهٍ أبا غسحاقَ من صاحبٍ

ليس على خُلَّتِهِ باس

كانت له في الأرض مندوحةٌ

وفي الورى صحبٌ وَجُلاَّس

قَصَّرْتَ في برّي على أنني

لا الكِيسُ من همتي ولا الكاس

وَحدْتَ عن قُرْبي فقلْ هل أنا

مُهَلْهِلٌ أو أنت جَسَّاس

هلاّ كما كنا ووجهُ المنى

طَلْقٌ وعِطْفُ العيشِ مَيَّاس

إذ نححنُ صنوانِ وأيمُنا

في الودِّ أعيادٌ وأعراس

ففيم أعرضتَ وأزْرَى بنا

دونك إطراقٌ وإبلاس

مهلاً فلم آتكَ مُسْتَرْفِداً

وإن بدا مَسْحٌ وإبساس

لستَ بفوزٍ وطئتْ يثرباً

ولا أنا بعدكَ عبَّاس

عندي رضى بالله لا يعتري

ريبٌ ولا يَعروه إلباس