أدر لنا أكواب

أَدِرْ لنا أَكْوَابْ

يُنْسَى بها الوَجْدُ

واستصحبِ الجلاَّسْ

كما قَضَى العهدُ

دِنْ بالهوى شَرْعَا

ما عشتَ يا صاحِ

وَنَزِّهِ السَّمْعَا

عنْ منطِق اللاحي

فالحكمُ أنْ تَسْعَى

إليكَ بالرَّاحِ

أناملُ العُنَّابْ

ونُقْلُكَ الوردُ

حَفَّتْ بِصُدْغَيْ آسْ

يَلْوِيهِما الخدُّ

للهِ أيامُ

دارتْ بها الخمرُ

وَصْلٌ وَإلمامُ

وأوجهٌ زُهْرُ

والروضُ بسَّامُ

وقد بكى القطْرُ

ونحنُ في أحبابْ

قد ضَمَّنا عِقْدُ

فيا أبا العباسْ

لا خانَكَ السَّعدُ

خليفةٌ منكَ

فينا أبو بكرِ

نابَ لنا عنكَ

في النَّهْيِ والأمرِ

لم يُبْقِ لي ضنكا

منْ نُوَبِ الدهرِ

فأنتمُ أربابْ

ما شَيَّدَ المجدُ

وإن بَلَوْنَا الناسْ

فهمْ لكمْ ضِدُّ

حَلِيَتِ الدُّنيا

منْ بَعْدِ تعطيلِ

وجاءنَا يحيى

بينَ البهاليل

أغرُّ بالعليا

منْ فوقِ تحجيل

يختالُ في أثوابْ

طِرَازُهَا الحمدُ

وأفرطَ الإيناس

فما لهُ حدُّ

بَيْنَا أنا شاربْ

للقهوةِ الصِّرْفِ

وبيننا تائبْ

لكنْ على حَرْفِ

إذ قالَ لي صاحبْ

من حَلْبَةِ الظرْفِ

نديمُنَا قد تابْ

غنّي له وَاشْدُ

وَأعْرِضْ عليه الكاسْ

لعلَّ يرتدُّ