حلفت بثغر قد حمى ريقه العذبا

حلفتُ بثغر قد حمى ريقهُ العذبا

وسل عليه من لواحظه عَضُبا

وفَرحةِ لقيا أذهبت ترحة النوى

وعُتبى حبيبِ هاجر أعقبت عَتبا

لقد هز عِطفي بالقريض ابن جوشن

سروراً كما هزت صبا غصناً رطبا

كساني ارتياحَ الراح حتى حسبتني

حَليفَ بِعاد نال من حُبه قربا

وأطربني حتى دعاني الورى فتىً

وقالوا كبير بعد كَبرتِه شَبّا

كأن المثاني والمثالثَ هيجت

سروري ولم أسمع غِناء ولا ضربا

فيا مُزمِع الترحال قل لابنِ جوشن

مقال محب لم يشب جدُّه لِعاب

أمهدي سجاياه إلي وناظما

لي الشهب عِقداً راقني نظمه عُجبا

وما خِلتُ إهداء الشمائل ممكناً

لمهد وإن الدهرَ ينتظمُ الشهبا

فهل نال عبدُ اللَه من سحر بابل

نًصيبا فأربى أو حوى الدهي والأربا

لِيَنِك فضل حُزت من خَصلهِ المَدى

ونظم بديع قد غدوتُ له ربّا

وهاك سلاماً صادراً عن مودةٍ

عَمَرتُ به منّي الجوانح والقلبا