ألا عج على مثوى الحبيب وسلم

أَلا عُج على مثوى الحَبيبِ وسلِّمِ

وخَيِّم فإِنَّ الرَّكبَ غَيرُ مُخيِّمِ

وقُل للَّتي هام الفؤادُ بحبها

ألا في سبيل اللضه نفسُ المتيمِ

وما بعثَ الوجدَ الدخيل كمنزلٍ

بهِ من مَعاني الوَجد كلُّ مترجَمِ

وما أبصرَت عيني محلاً حللتِهِ

ولا مَعهَداً إلا سفكتُ بهِ دَمي

ولم تُبقِ لي تِلكَ المنازِلُ عَبرَةً

عَلَى أَنَّ قلبي في المدامِعِ يَنهَمي

وما جرَّ هذا النَّوحَ إلا ترنُّمٌ

يُقِرُّ لهُ بالفَضل كلُّ تَرَنُّمِ

وَفَتّانَةُ الأَلفاظِ في نَغَماتِها

من السُّكرِ ما في البابليِّ المُحَرَّمِ

فَيا أَيُّها العِلقُ الذي قَد سُلِبتُهُ

مكانُكَ من قَلبي مَكانُكَ فَاعلَمِ

وَشَخصُكِ في عَيني ونَشرُكِ في يَدي

وَصَوتُكِ في سَمعي وَذِكراكِ في فَمي

ليهنئك أَن سرَّتكِ حالٌ تسوؤُني

سُهادي وإطراقي وَفرطُ تأَلُّمي

وحَسبُ الّتي تبكي بأَجفانِ شادِنٍ

بأَنِّي أُبَكِّيها بأَجفانِ ضَيغَمِ

أُقاسي سَوادَ اللَّيلِ غير مُوَسَّدٍ

وأَلقَى بياضَ الصُّبحِ غَيرَ مُهَوِّمِ