عطف القضيب على الكثيب الأعفر

عطفَ القضيب على الكثيبِ الأَعْفَرِ

وجلا الظلام على الصَّبَاح المُسْفِر

أتميسُ قامتُهُ ويعبَثُ طَرْفُهُ

بِدَمِي كعاداتِ الوَشيج الأَسْمَرِ

أَجرى لنا عصرُ الصِّبَا في جسمهِ

ماءَ الشبيبة صافياً لم يُعْصَرِ

وأَراكَ منه الوَشْيَ في حُلَلِ القَبَا

طيِّ الجميلةِ في عَرِينِ القَسْوَرِ

وبدا لماءِ الورد في أَبرادهِ

ما للحدائق في الغمامِ الممطر

وأَلاحَ تحت مراشفٍ بمباسمٍ

درّاً مَصُوناً في عقيقٍ أَحْمَرِ

فعلمتُ لمَّا خضتُ في بحرِ الهوى

أَنَّ المراشفَ من بحارِ الجوهر

ما زلتَ تبلغُ في العُداة خَطَابةً

والطِّرْفُ منتصبٌ مكانَ المنبر

أَشْمَمْتَهُمْ عَرْفَ الحِمام بمِجْمَرٍ

كانتْ رماحُك عودَ ذاك المُجْمَرِ

وبسطتَ من كفَّيك عشرَ أَسنةٍ

في الحرب بل في السلم عَشرة أبحرِ