إليك النزر من كف الأسير

إِلَيكَ النزْر مِن كَفِّ الأَسيرِ

فان تقبلْ تَكُن عين الشُكور

تقبَّل ما يَذوبُ لَهُ حَياءً

وَإِن عَذَرَتهُ حالاتُ الفَقيرِ

وَلا تَعجَب لِخَطبٍ غَضّ منهُ

أَلَيسَ الخَسفُ مُلتَزِمُ البُدورِ

وَرَجِّ بِجَبرِهِ عُقبى نَداهُ

فَكَم جَبَرَت يَداهُ مِن كَسيرِ

وَكَم أَعلَت عُلاهُ مِن حَضيضٍ

وَكَم حَطَّت طُباهُ مِن أَميرِ

وَكَم أَحظى رِضاهُ مِن حَظيٍّ

وَكَم شهرت عُلاهُ مِن شَهيرِ

وَكَم مِن مِنبَرٍ حَنّت إِلَيهِ

أَعالي مُرتَقاهُ وَمَن سَريرِ

زَمان تَنافَسَت في الحَظِّ منهُ

مُلوكٌ تَجور عَلى الدُهور

زَمانَ تَراجَعَت عَن جانِبَيهِ

جِيادُ الخَيل بِالمَوتِ المُبيرِ

بِحَيثُ يَطيرُ بِالأَبطالِ ذُعرٌ

وَيُلفى ثُمَّ أرجَح مِن ثَبيرِ

فَقَد نظرت إِلَيهِ عُيونُ نَحسٍ

مَضَت مِنهُ بِمَعدومِ النَظيرِ

نُحوسٌ كُنَّ في عُقبي سعودٍ

كَذاكَ تَدورُ أَقدارُ القَديرِ