سقاني مرير الكأس حلو المباسم

سقاني مريرَ الكأس حلوُ المباسمِ

وغادَرَني محلولَ عَقد العزائم

وحارَبني بالصَّدِّ والصّدُّ قاتلي

فيا ليته لا كانَ إلاَّ مسالمي

ومنذُ أطعتُ الحبّ فيه صبابة

عَصَيْتُ عذولي في هواه ولائمي

وقد عَلِمَ الواشونَ إذ ذاك أنَّني

بلاني وأَبلاني الغرام بجاسم

نَعِمْتُ به أيَّام وصلٍ تَصَرَّمَتْ

ونحنُ لدى خفضٍ من العيش ناعم

يُديرُ عليَّ الكأسَ يمزج صرفها

نديمي على كأس الطّلا ومنادمي

ألذّ من الماء النَّمير لشاربٍ

وأَلطَفُ خلقاً من هبوب النَّسائم

لقد مرَّ ما أحلاه عيشٌ بقربه

فهل كانَ ذاك العيش أحلام نائم

ذكرتُ قضيب البان وهو قوامه

فنُحتُ عليه فوقَ نَوْح الحمائم

وما كنتُ لولا طاعة الحبّ في الهوى

ألائم في العشَّاق غير ملائم