سلام على القصرين من منشأ الصبا

سلامٌ على القَصْرَين من مَنْشَأ الصَّبا

إلى ساحل الثَّغرِ المُطِلِّ على البحرِ

سلامُ امرىءٍ ما غادرَ الدهرُ عندَه

سِوى أَنَّه يَرْفَضُّ عن ضَرَم الصَّدر

ودمعٍ إذا ما غُصَّ جفنى بمائه

تَرَقْرق مُحْمَرُّ الغروب على سخري

تمسكت من قولى لَعلَّ بهُدْبَةٍ

فلما وَهَت باليأسِ مات لها صبرى

فقدتُ شبابي بعدَ أهلى وَمنْشَىء

فها أنا مَيْتٌ غيرَ أني بلا قبر

ومَن فارقَ الأوطانَ في طلب الغِنى

فقد نالَ لو حاز الغِنَى أنكدَ الفقر

تذكرتُ أيامَ الشّبيبةِ من عمرى

وعيشا خلا من ناظِري وهْو في صدري

فيا دهرُ ألاَّ كان ليلَى كُله

كليلةِ شَرْقيِّ الخَليِج من الثغر

فيا ليلةٌ ماذا مضى تحت جُنْحِها

من المُلَح اللاتي تَجِلُّ من القَدْر

حديثاً لوَ أْنّ الصخرَ باشَر بعضَه

لأَرْقص من إطْرابِه جَلْمَدَ الصَّخر

ودمع دلالٍ في دموع صَبابةٍ

كما انْهَلَّ منظومُ العَقيق على الدُّر

وشكوى كما رقَّ النسيمُ بسحْرةٍ

فساق دموعَ الطْلِّ عن وَرَق الزَّهْر

صَفتْ خُلسةً من كاشِحٍ ومُراقبٍ

كما رُوِّقت في الكأس مَشْمولةُ الخمر

ولا عيبَ فيها غيرَ أنّ عِشاءَها

أَتَى قائداً أو سائقاً آخِرَ الفجر