أقصر عن لومي اللائم

أقصَرَ عن لوميَ اللائمُ

لما درى أنني هائم

ما زلت في حبه منصفاً

من لم يزل وهو لي ظالم

مهفهفٌ ماس في بردهِ

غضٌ ثنته الصَّبا ناعمُ

شمسٌ ولكنَّها فرعُهُ

ليلٌ على صبحها فاحم

أسهر ليلي غراماً به

وهو أخو سلوةٍ نائم

إنّ ابن ذكوان ذو راحةٍ

ديمتها صوبُها دائم

لم يأتلق برقها خُلّباً

ولا اتقى خُلفَها الشائم

ومن أبوه حاتمٍ

قصَّر عن جودهِ حاتمُ

يبني العلا بالنَّدى جاهداً

وغيره للعلا هادمُ

مٌحكَّكٌ حُولٌ قُلَّبٌ

مُحَنَّكٌ عازمٌ حازم

تُبصِرُهُ دهرَه قاعداً

وهو بأعبائهِ قائمُ

إن لقي الخطب في جيشهِ

لاقاه من بطشه هازمُ

إذا انتضى سيفه مُعلِماً

لم تدر من منهما الصارمُ

شمائلٌ مالها عائبُ

وسؤددٌ ماله لائمُ

يا أحمداً حمدُهُ رفعةٌ

أنفُ حسودي بها راغمُ

من لم يكن شاعراً عالماً

فإنَّني الشاعرُ العالمُ

البدر في أخمصي شسعةٌ

والنجم في خنصري خاتمُ

والشمسُ لو حكّمت حرّةً

أبصرتها وهي لي خادمُ

والدُّرُّ لو بلّغوه المنى

نظَّمه في فمي الناظمُ

أفديك من سيدٍ شكره

فرضٌ على عبده اللازمُ

لا زال في دهرهِ سالما

فالكلُّ منه به سالمُُ